بعد أسبوعين أعاد العدو الإسرائيلي اعتقال الأسرى الفلسطينيين الستة الذين فرّوا من سجن جلبوع عبر نفق. استطاع الأسرى إشغال العدو وأجهزته الأمنية، وأُلقي القبض عليهم على مراحل وآخر المعتقلين كان الأسيران أيهم كممجي ومناضل انفيعات اللذان أُعيد اعتقالهما فجر اليوم في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة.
في هذا السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية، اليوم، أن الأسير انفيعات «دخل الضفة الغربية يوم الجمعة 10 سبتمبر، وأن هناك فيديو وثّق دخوله»، مرجّحة أن «أيهم كممجي دخل قبله أو بعده بوقت قصير».

وتشير تقديرات شرطة العدو إلى أن «الأسيرين لم يفترقا أثناء هروبهما من السجن، وعبرا السياج إلى الضفة الغربية، قبل أسبوع ونصف، ووصلا إلى جنين معاً في اليومين الماضيين». وبحسب قناة «كان» وتحت بند «سُمح بالنشر»، قالت القناة إن «انفيعات رُصد في جنين الأسبوع الماضي، واختبأ في منزل بمخيم جنين وخلال الأيام الأخيرة انضم إليه أيهم كممجي. وتلقت الأجهزة الأمنية الليلة الماضية معلومات استخبارية بأنهما خرجا منه ويمكثان في منزل شرق المدينة وتقرّر اعتقالهما خشية أن يعودا إلى المخيم حيث يوجد مسلحون هناك، ويمكن ذلك أن يعرّض قوات الجيش للخطر جراء حدوث اشتباكات عنيفة».

وقالت القناة فور وصول هذه المعلومات تقرّر تنفيذ العملية ودهم المبنى الذي رُصد فيه الأسيران فـ«غادرت القوات حوالى الساعة 1 ليلاً، لكن أثناء تحركها وردت معلومات استخبارية عن تحركهم إلى مبنى آخر (قريب) وتم توجيه القوات هناك».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن جيش العدو «نفّذ عملية خداع وتضليل، حيث دخلت قوة عسكرية كبيرة مخيم جنين بغرض التمويه، فباشرت نشاطها في مكان بعيد عن عملية الاعتقال ووقع اشتباك بينها وبين مسلحين، بينما كانت قوة الاعتقال الخاصة تمارس نشاطها بشكل سري قرب المنزل الذي وُجد فيه كممجي ونفيعات».

وكشف موقع «كلكليست» أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين كباراً أشرفوا على عملية الاعتقال من بينهم: رئيس أركان جيش الاحتلال ورئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس الشاباك، وضباط كبار في هيئة الأركان.

وبحسب الموقع فإن «التخطيط لعملية الخداع التي نُفّذت خلال اعتقال الأسيرين بدأ يوم الجمعة، وتمثلت الخطة بدخول قوات كبيرة منطقةً بعيدة نسبياً عن منطقة الاعتقال، لإيهام المقاومين أن النشاط العسكري المكثّف في منطقة ما، بينما تقوم وحدة اليمام باعتقال الأسيرين في منطقة أخرى بشكل سري».

من جانبه قال مفوض عام الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي إن اعتقال آخر أسيرين فارين من سجن جلبوع في جنين «جاء بفضل التعاون الاستثنائي بين جميع القوات والشرطة وجهاز الشاباك».

من جهته، قال والد كممجي، إنه تلقى مكالمة هاتفية من ابنه، قبل اعتقاله، استمرّت بضع ثوانٍ فقط، قال كممجي فيها: «سأقوم بتسليم نفسي بدافع القلق على الأشخاص الموجودين في المنزل والأشخاص الموجودين بجواري».

وقال موقع «والا» العبري اليوم الأحد إن الأسيرين نفيعات وكممجي نُقلا إلى أحد مراكز تحقيق «الشاباك» بعد اعتقالهما، وسيتم نقلهما عند انتهاء التحقيقات إلى زنازين العزل الانفرادي في أحد سجون الاحتلال في منطقة الجنوب.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فقد تم نشر القبة الحديدية في منطقة غلاف غزة تحسّباً لإطلاق «الجهاد الإسلامي» صواريخ باتجاه مستوطنات الغلاف.