معجزات «سيف القدس»: هكذا حفرت المقاومة النصر

ليست «سيف القدس» معركة عادية. هي أشبه بنقطة تحوّل دراماتيكي في مسار المقاومة الفلسطينية، التي لا تتوقّف عن إبهار الصديق والعدو على السواء. في المعركة الأخيرة، بدا أن المقاومة قطعت شوطاً كبيراً في صراع العقول والمعلومات، لتَخرج من أحدث جولاته بأكثر الإنجازات وأقلّ الخسائر، على تواضع إمكانياتها. استطاع المقاومون، على نحو غير قابل للتشكيك حتى لدى الاحتلال، إجهاض خطّة الحرب الإسرائيلية التي استغرقت سنوات من العمل الدؤوب والرصد غير المنقطع، لتَخلص إلى تثبيت ثلاثة أسس واجبة التطبيق: تقصير مدّة القتال، تدمير قدرات «العدو» بصورة سريعة وخاطفة، والفتك به بالشكل الذي يكوي وعيه لمرّة واحدة وأخيرة. كلّ ذلك انهدم في 11 يوماً فقط، مُجلّياً عقم العقيدة القتالية الإسرائيلية من جهة، وبراعة المقاومة في الحصول على الإحاطة المعلوماتية والإفادة منها في إدارة المواجهة، من جهة أخرى. من خلال جولة ميدانية لـ«الأخبار» على عدد من مواقع التخصّصات التابعة لـ«سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، يتّضح كيف استطاعت الفصائل، بدعم من حلفائها في محور المقاومة، صنْع المستحيل، في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة، بدءاً من الأنفاق التي شهدت على مدى سنوات عمليات تحصين مدهشة حتى ظلّت بـ«ألف خير» بعد انتهاء المعركة، مروراً بوحدة الدروع وعلى رأسها «معشوق» المقاومين، «الكورنيت»، الذي كان له الفضل في ضرب حسابات الحرب البرّية منذ اللحظة الأولى، انتقالاً إلى وحدة الصواريخ التي بلغت من التطوير ما كان مجرّد حلم في عام 2003، وأضحت قادرة على توفير الحماية لا للقدس فقط، بل أيضاً للغزّيين وممتلكاتهم، وليس انتهاءً بسلاح المدفعية الذي لم يَعُد مجرّد سلاح عشوائي مشتَّت، بل بات - على بدائيّته - القاهر الفعلي والفعّال لـ«القبّة الحديدية»، إلى جانب أدواره الأخرى. في ما يلي الجزء الأول من مشاهدات وشهادات التقطتها «الأخبار» حول كلّ تلك الوحدات وعملها، وما ينبئ به من «مفاجآت كبرى» ستحملها الجولة الآتية

معجزات «سيف القدس»: هكذا حفرت المقاومة النصر

معجزات «سيف القدس»: هكذا حفرت المقاومة النصر

بدا واضحاً، في خلال معركة «سيف القدس»، أن الأداء الذي أظهرته المقاومة، إنّما هو تتويج لخبرة تراكمت تباعاً، منذ فُرضت الحروب الموسمية كشكل للمواجهة المتجدّدة مع الاحتلال. أحد عشر يوماً شهدت ترجمة...

يوسف فارس

المفاجأة التي لا تُحبَط: شبكة الأنفاق «بألف  خير»

المفاجأة التي لا تُحبَط: شبكة الأنفاق «بألف خير»

تجاوزت الأنفاق كونها واحداً من الأسلحة الهجومية التي قد تُستخدم لمرّة واحدة في تنفيذ مهمّة عسكرية خلف خطوط العدو. تخطّى الأمر هذا المستوى التكتيكي إلى ما هو أكثر ديناميكية وعملية: غرف محصّنة، ومرابض...

يوسف فارس

من مجرّد حلم إلى مخزون كبير: عندما جاء «الكورنيت» وصَنَع النقلة

بعناية فائقة، أخرج المقاومون صاروخاً من تابوت خشبي صُمّم خصّيصاً له، وشرعوا في وضعه في أحد المرابض. بدا الأمر، فيما نحن ننتظر إتمامهم مهمّتهم، وكأنه بروتوكول تشريفي يحظى به "الكورنيت" دوناً عن غيره...

يوسف فارس