نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن العقيد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، وأحد الأعضاء البارزين في جهاز الاستخبارات العسكرية، يوسي لانجوتسكي، أن الأخير «يبحث في إمكانية البدء بتقديم شكوى جنائية ضد رئيس الموساد المنهية ولايته، يوسي كوهين». أما السبب، فهو الأقوال التي أدلى بها الأخير خلال مشاركته في حلقة خاصة من برنامج «عوفدا» (الحقيقة).وبحسب الصحيفة، فإن لانجوتسكي يتشاور مع عدد من المحامين بشأن تقديم دعوى ضد كوهين، لأنه «ارتكب مخالفات خطيرة، وأدلى بأقوال خطيرة للغاية خلال البرنامج، وينبغي عدم المرور عليها مرور الكرام». وأضافت أن لانجوستكي «غاضب، وأثار القضية في أوساط المحاربين القدامى بسبب أقوال كوهين خلال المقابلة مع معدّة برنامج عوفدا، إيلانا ديان»، مذكرةً بأنه يأخذ الأمور على محمل الجد، ويذهب بها إلى أقصى الحدود، بدليل الدعوى التي رفعها ضد القائد السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، إيلي زيرا، بعدما كشف الأخير هويّة الجاسوس المصري، أشرف مروان. ودخل في معركة قانونية أخرى ضد رجل الأعمال بيني شتاينميتز.
وكتب الصحافي، وكاتب عمود الرأي في «معاريف»، بن كسبيت، أن لانجوتسكي قال له أمس: «أقول لك بكل ثقه، في هذه المقابلة (برنامج عوفدا)، ارتكب كوهين مخالفات أمنية خطيرة للغاية، ويجب عدم التسامح معها. لو أن رجلاً آخر فعل ما فعله كوهين لكان الآن في السجن». وأشار بن كسبيت إلى أنه طلب من العقيد إعطاءه أمثلة على المخالفات، غير أن الأخير قال «لا يمكنني فعل ذلك من دون الكشف عن التفاصيل والأسرار».
وفي الإطار، سأل بن كسبيت، لانجوتسكي، قائلاً: «كوهين كان رئيساً ممتازاً للموساد، وحقق نتائج خلال ولايته. المقابلة كانت خاضعة للرقابة (العسكرية)، إذاً ما هي القصة؟» فأجاب: «لا نعرف ما الذي قيل أو لم يُقل في الرقابة. أقول لك إن كوهين فعل أموراً ممنوعة، ولن أرتاح حتى يجري التدقيق فيها. الموساد ليس لأحد فينا، إنه ملك للدولة».
يُشار إلى أن كوهين، وخلال المقابلة، اعترف بالحصول على هدايا من رجال أعمال يهود، وخاصة خلال حفل زفاف ابنته، إذ حصل على «نقطة» بقيمة 20 ألف دولار من الملياردير الاسترالي اليهودي جيمس بارك، كما أهداه الأخير ليلة للنوم في السويت الخاص به في أحد الفنادق في تل أبيب، رغم أن الملياردير يُعتبر مدمناً على الكحول والمخدّرات، وهي أمور «لم يكتشفها كوهين» كما قال. فضلاً عن ذلك، قال كوهين إنه جنّد بشكل شخصي رجلاً لبنانياً، على الأرجح في ألمانيا، والرجل قادر على الدخول إلى دوائر حزب الله والوجود بقرب قادته، وأن هذا الرجل المفترض أصبح مع مرور الوقت يعرف أنه مجنّد من قبل كوهين. كما تحدّث عن عملية سرقة أرشيف إيران النووي وتفاصيلها.
من الجدير بالذكر أن لانجوتسكي يحمل ميدالية وجائزتي «أمن إسرائيل»، وهو أحد مؤسسي نظام العمليات الخاصة في جيش العدو الإسرائيلي، وأحد الأركان الأساسيين لجهاز المخابرات الإسرائيلي. وهو الرجل الذي اكتشف حقل «تمار»، وهو أول اكتشاف مهم للغاز الطبيعي قبالة سواحل فلسطين المحتلة.
وقبل أيام قليلة، نشر لانجوتسكي رسالة قصيرة في صحيفة «هآرتس»، هاجم فيها كوهين بحدة. بعد الرسالة، اتصل به صحافي يُعتبر مقرّباً من كوهين، محاولاً الوقوف ضده ووقف الحملة ضد رئيس «الموساد» المنتهية ولايته. وقال لانجوتسكي في هذا الصدد، إنه «ليس لدي أي نية لحذف المقال».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم كوهين، إن «مقابلة رئيس الموساد المنتهية ولايته مرّت بموافقات الرقابة والأمن الميداني المطلوبة، ولم يتم الكشف عن أي أسرار فيها، ولم يكن ذلك غير عادي مقارنة بالمقابلات التي أجراها رؤساء الموساد السابقون».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا