مع تقدّم ساعات الليل، واستمرار المواجهات في أكثر من 200 نقطة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 11 شهيداً. مشهد الضفة ترافق مع تصاعد المواجهات في الداخل الفلسطيني، حيث اشتبك أبناء أم الفحم مع الشرطة الإسرائيلية وأطلقوا النار باتجاهها. ورغم استمرار القصف الإسرائيلي الوحشي براً وبحراً وجواً على غزة، لا تزال الصواريخ تنطلق وتربك الحياة العامة في كيان الاحتلال وتعطّل مطار بن غوريون وقطاعي الشحن والطيران.
حراك إقليمي ودولي للتهدئة

على الصعيد السياسي، لا تزال الضبابية سيّدة المشهد، برغم الاتصالات الكثيفة. ولا تزال جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين مستمرة، إلا أن بعضهم يمارس ضغوطاً على المقاومة لفرض تهدئة تسمح بتحقيق مكاسب إسرائيلية لا تستحقها بمعادلة الأرض، قوامها فصل مسارَي القدس وغزة، وهو ما لا يتطابق مع شروط المقاومة. شروط كان جدّد تأكيدها رئيس حركة «حماس» في خارج فلسطين خالد مشعل: «خروج الاحتلال من الأقصى. السماح لشعبنا والمصلين بحرية العبادة والتواجد في المسجد الأقصى. التوقف عن جريمتهم بتهجير أهالي حي الشيخ جراح. الإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في التصعيد الأخير. ويوقفوا عدوانهم عن غزة».

وحول الجهود المصرية للتهدئة، نقلت القناة 12 العبرية، عن مصادر مصرية، وجود تقدّم في جهود التهدئة. فيما، في المقابل، نقلت القناة 13 الإسرائيلية أن حملة «حارس الأسوار» بقطاع غزة قد تستمر حتى الأسبوع المقبل حيث سيتزايد الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولَين أمنيين مصريين أن القاهرة تضغط على الجانبين من أجل وقف إطلاق النار اعتباراً من الليلة، انتظاراً لإجراء المزيد من المفاوضات، بينما تضغط مصر أيضاً على «حماس» وأطراف أخرى منها الولايات المتحدة في محاولة للتوصل لاتفاق مع تل أبيب.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن وزيري الخارجية المصري والأردني ناقشا جهود إنهاء المواجهة في قطاع غزة ومنع «الاستفزازات» في القدس. وغرّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على حسابه في «تويتر»، بالقول: «تواصلت ووزير خارجية مصر الشقيقة سامح شكري، لبحث سبل توفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق ووقف التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر وقف إسرائيل العدوان على غزة ووقف الانتهاكات والاعتداءات في القدس وبقية الأراضي المحتلة. وإن سلطات الاحتلال تتحمّل مسؤولية التصعيد».

جلسة لمجلس الأمن غداً
في الأثناء، وصل مبعوث الإدارة الأمريكية، هادي عمرو، أمس، إلى المنطقة، قبل جلسة لمجلس الأمن الدولي غداً الأحد لمناقشة الوضع. وقالت السفارة الأميركية لدى الاحتلال إن هدف زيارته هو «تعزيز الحاجة للعمل لتحقيق تهدئة قابلة للاستمرار».

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أمس، إن تركيز الإدارة الأميركية ينصب الآن على استخدام علاقاتها في المنطقة لحل الأزمة «بين إسرائيل وحماس بالسبل الدبلوماسية»، معتبرة أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها».

200 وحدة سكنية تدمّرت
في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، إن «من شأن هذا القتال أن يطلق العنان لأزمة أمنية وإنسانية لا يمكن احتواؤها وأن يعزز التطرف». وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن هناك تقارير عن تدمير أكثر من 200 وحدة سكنية في غزة، أو تضرّرها بشدة، وإن مئات الناس يسعون للاحتماء بالمدارس في شمال القطاع.