يستمر العدو الإسرائيلي في سياسة هدم المباني والأبراج السكنية في قطاع غزة، بهدف الضغط على المقاومة وإجبارها على الخضوع. هي «عقيدة الضاحية» (تدمير الأبنية) التي يسعى العدو لترسيخها من بيروت إلى غزة؛ لكن برغم كل أهوال العدوان لا تزال المقاومة مستمرة في إطلاق صواريخها تجاه أسدود وعسقلان وبئر السبع وتل أبيب.
هذه المستوطنات والمدن عاشت ما اعتاد عليه مستوطنو غلاف غزة، من تكرار القصف ودوي صفارات الإنذار فيها. سياسة تدمير المباني التي لم تجد نفعاً في بيروت خلال حرب عام 2006، لا تؤتي أكلها في غزة أيضاً.

ففي الساعات الماضية استهدف العدو الإسرائيلي برج الشروق وسط مدينة غزة، كما قصف منازل قيادات في المقاومة. وإضافة إلى عمليات هدم البيوت نفذ العدو سلسلة اغتيالات لقيادات من المقاومة آخرها كان قائد لواء غزة في كتائب القسام باسم عيسى ومجموعة من المقاومين معه.

هذا التصعيد الإسرائيلي، قابله قصف متكرر من قبل المقاومة لمدينة اسدود ومينائها ولمدينة عسقلان وتل أبيب. إذ أعلنت المقاومة قصف عسقلان ونتيفوت وسديروت بـ130 صاروخاً رداً على قصف برج الشروق و«كردٍ أولي على اغتيال ثلة من قادة القسام».

وخوفاً من صواريخ المقاومة طلبت قيادة الجبهة الداخلية من بلديتي حيفا شمال فلسطين المحتلة وايلات جنوب فلسطين المحتلة فتح الملاجئ فيها، بعد وجود تقديرات عن نية المقاومة استهدافهما.

وكانت «القناة 12» الإسرائيلية، أعلنت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، في استهداف المقاومة الفلسطينية لسيارتهم قبل قليل بصاروخ مضاد للدروع، في مستوطنة «نتيف هعتسراه» شمالي قطاع غزة.

وفي وقت سابق من اليوم، استهدف العدو الإسرائيلي منزلاً لقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما طلب من مستوطني «غلاف غزة» البقاء في بيوتهم والأماكن الآمنة.


(أ ف ب)


وأعلن جيش العدو، فجر اليوم، في بيان له «أنه بالتعاون مع الشاباك، اغتال مسؤولين في جهاز المخابرات التابع لحماس، وهما رئيس الدائرة الأمنية في المخابرات العسكرية، حسن كاوجي، ونائبه ورئيس دائرة الأمن الوقائي في المخابرات العسكرية وائل عيسى».

يأتي ذلك بعد وقت قليل من استمرار المقاومة الفلسطينية في تثبيت معادلات ردع جديدة إزاء العدو، حيث أطلقت مئات الصواريخ على عمق الكيان الإسرائيلي، وصلت بعضها إلى اللد ومطار بن غوريون، وتل أبيب ونتانيا، وغوش دان، وعسقلان وأسدود وقواعد عسكرية في النقب.

وأسفرت الهجمة الصاروخية الشديدة والصادمة بالنسبة إلى العدو، كما قال محللوه على شاشات الإعلام الإسرائيلي، عن ثلاثة قتلى على الأقل، وعشرات المصابين بينهم إصابات في حال الخطر. وبين هؤلاء، ارتقى شهيدان فلسطينيان، هما خليل عوض وابنته نادين، في مدينة اللد بعدما سقط صاروخ على منزلهما. وبحسب بيان الجيش، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية أطلقت إلى اللحظة أكثر من 850 صاروخاً منذ بدء العدوان على قطاع غزة.

من جهة ثانية، استمرت الغارات الإسرائيلية العدوانية على القطاع، ولا سيما في استهداف الأبراج السكنية والعمارات الشاهقة. وخلّف العدوان بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، 45 شهيداً بينهم 13 طفلاً وثلاث سيدات، فيما أُصيب 296 آخرون.

وفي الإطار نفسه، قالت وزارة الداخلية في قطاع غزة، إن «الغارات الإسرائيلية العنيفة أدّت إلى تدمير المقارّ الرئيسية لشرطة حماس». وأعلن المتحدث باسم الوزارة، إياد البزم، أن «طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنّت غارات متتالية أسفرت عن تدمير جميع مباني مقرّ قيادة الشرطة في قطاع غزة».

مئات الصواريخ الفلسطينية فوق الأراضي المحتلة

وفي وقت سابق من فجر اليوم، أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح المسلّح لـ«حماس»، عن إطلاق أكثر من 200 صاروخ باتجاه إسرائيل، رداً على استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية منازل سكنية. وقالت الكتائب في بيان «الآن (فجر اليوم)، تُوجّه كتائب القسام ضربةً صاروخية كبيرة بـ100 صاروخ لبئر السبع المحتلة، رداً على استئناف العدو لقصف الأبراج المدنية، والقادم أعظم».

وأضافت أنه «الآن (فجر اليوم)، تُوجّه كتائب القسّام مجدداً، ضربة صاروخية كبيرة إلى منطقة تل أبيب ومطار بن غوريون بـ110 صواريخ، رداً على استئناف استهداف الأبراج السكنية، وإن عدتم عدنا».

ولأول مرّة، استخدمت «كتائب القسام» صواريخ «SH85»، تيمّناً بالقائد الشهيد محمد أبو شمالة، إضافة إلى صواريخ من طراز A120 ،M75 ،J80 ،J90، فيما استهدفت بئر السبع المحتلّة بصواريخ من عائلة «سجّيل».

وأتى إطلاق الصواريخ بُعيد استهداف الطائرات الحربيّة العدوة مبنى الجوهرة السكني، المكوّن من تسع طبقات، والواقع غربي مدينة غزّة بصواريخ عدّة، ألحقت به أضراراً جسيمة. وفي وقت سابق من الليلة الماضية، استهدفت طائرات العدو مبنى من 12 طبقة يضمّ مكاتب لمسؤولين في «حماس» ودمّرته بالكامل.

من جهتها، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيان مشترك، أنها «قصفت العدوّ الصهيوني بأكثر من 300 قذيفة وصاروخ»، معتبرةً أن «المقاومة وجّهت اليوم أكبر ضربة صاروخية في تاريخ الصراع مع المحتل الصهيوني، خاصةً لمواقع العدو في تل أبيب وضواحيها».

أما «سرايا القدس»، الجناح المسلّح لحركة «الجهاد الإسلامي»، فأعلنت أنها أطلقت 100 صاروخ على المدن والمستوطنات الإسرائيلية. وقالت في بيان، إنه «في تمام الساعة الخامسة فجراً، وجّهنا للعدو ضربة صاروخية قوية بـ100 صاروخ، رداً على استهداف المباني والمدنيين»، محذرةً من أن «القادم أعظم، وإن عدتم عدنا».



(الأخبار)