استشهد شاب ثان، قبل قليل، بنيران مستوطن إسرائيلي في مدينة اللد المحتلة، حيث اندلعت مواجهات غير مسبوقة مع قوات الشرطة التي أعلنت فقدانها السيطرة على المدينة إثر تحوّلها إلى ساحة حرب.
حالة طوارئ مدنية
وإثر مناشدات رئيس بلدية اللد لرئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التدخل في المدينة بعدما سيطر عليها أبناؤها وكبدوا الشرطة خسائر فادحة، وأحرقوا عشرات السيارات والبيوت والمؤسسات العامة في المدينة بينها كنيس ومدرسة دينية، أُعلنت حالة الطوارئ مع حظر التجوال، وسط استقدام عدد من وحدات "حرس الحدود".

وقال وزير الأمن الداخلي أمير اوحانا: "نعلن الليلة حالة طوارئ مدنية خاصة في اللد. سنفعل كل ما هو مطلوب من أجل إعادة القانون والنظام في اللد وفي جميع أرجاء البلاد. بعد المشاورات الأمنية تقرر تجنيد 16 وحدة تابعة لحرس الحدود في الاحتياط، سحب وحدات حرس الحدود من الضفة الغربية وادخالها إلى اللد وتعزيز قوات الشرطة بشكل فوري".

من جهته، قال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، في تصريح لوسائل الإعلام الإسرائيلية، رفض خلاله الإجابة عن الأسئلة، إن "الأوضاع التي نشهدها لم نشهد لها مثيل حتى في تشرين الأول 2000 (في إشارة إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية)".
ورفض شبتاي توضيح ماهية "حالة الطوارئ المدنية الخاصة" التي أعلنت عنها الشرطة في اللد، فيما أوضح انه "نقل مكتبه إلى اللد لمتابعة التطورات الأمنية". وأضاف: "نشهد وضعاً في المدن المختلطة لم نرى له مثيلا من قبل... تم استدعاء 16 وحدة من قوات الاحتياط لتعزيز قوات الشرطة في مدينة اللد وغيرها من المدن المختلطة والبلدات والمدن العربية".

المواجهات تتمدد إلى الجليل والنقاب وعكا
ولا تزال حتى اللحظة تشهد المدينة مواجهات وعمليات إطلاق نار، بالتوازي مع مواجهات شبيهة مندلعة في مدن وقرى الجليل الأعلى والأسفل والنقب. كما شهدت عدة مستوطنات محاولات إشعال حرائق في محيطها.

وفي مدينة عكا اندلعت مواجهات عنيفة استخدمت فيها الشرطة القنابل المسيّلة للدموع والمياه العادمة ضد المتظاهرين الذين أحرقوا مطعماً إسرائيلياً وأشعلوا النيران في مبانٍ ثانية بينها مبنى الشرطة. كما اندلعت مواجهات في مدن سخنين والطيرة والطيبة وطمرة وباقة الغربية ويافا وكفر قرع وقلنسوة وأم الفحم والناصرة وحيفا ورهط وعارة وعرعرة وقرى دير الأسد والبعنة ومجد الكروم وجديدة المكر والرينة في الجليل.

وشهدت التظاهرات مواجهات عنيفة مع الشرطة أسفرت عن إصابة العشرات بينها على الأقل اثنتان في حال الخطر، كما اعتقل مئات آخرون.

وخلال التظاهرات، رُفعَت الأعلام الفلسطينية، وهتف المشاركون بشعارات مندّدة باستمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، فيما حمل مشاركون لافتات كُتِبت عليها شعارات مندّدة بالاحتلال وجرائمه.

أم الفحم تحرق الشرطة!
وفي أم الفحم أشعل شبان النيران وسط شارع وادي عارة الرئيسيّ، كما اندلعت مواجهات مع عناصر الشرطة في المدينة، أطلقت الأخيرة فيها القنابل الصوتية والمسيّلة للدموع باتجاه المتظاهرين.

ورداً على ذلك أضرم الشبان النار بنقطة للشرطة الاسرائيلية في المدينة، وتسبّب الحريق بأضرار جسيمة في المكان، قبل أن تستقدم فرق الاطفاء التي أخمدت الحريق.

اشتباك مسلح في رهط
أمّا في مدينة رهط جنوباً، فقد تداول نشطاء مقاطع توثق استهداف قوات الشرطة بالأسلحة النارية، وآخر لإطلاق النار من سلاح كلاشنكوف باتجاه سيارات المستوطنين المركونة في أحد المواقف.