بعد شهرين من التظاهرات الأسبوعية التي نظّمها الأهالي في مدينة يافا، احتجاجاً على مساعي شركة «عميدار» الحكومية الإسرائيلية، القاضية بطردهم وتهجيرهم من بيوتهم الكائنة في حي العجمي، شهدت المدينة، ليلة أمس، احتجاجات عنيفة بعدما هاجم أنصار الحاخام المتطرف الياهو مالي، الأهالي الذين احتجّوا ضد «عميدار»، بعد طرح الشركة بيوتهم في مزاد بأسعار خيالية، بحجة ما يسمى «قانون أملاك الغائبين». وتحت هذه الذريعة، تهجّر الشركة التابعة مباشرة لوزارة الإسكان مئات من فلسطينيي يافا، بعدما هجّرت من سكن هذه البيوت من الفلسطينيين إبان النكبة، إذ أن الأسعار الخيالية المطروحة، تحرم العائلات الفلسطينية المستأجرة من امتلاك هذه البيوت، رغم كونها أصحاب الحق فيها.
وخلال الاحتجاجات، استخدمت الشرطة الإسرائيلية قنابل الغاز المسيلة للدموع وقنابل الصوت لتفرقة المتظاهرين، قبل الاعتداء عليهم بالضرب واعتقال عدد منهم، وملاحقة آخرين بطائرة مروحية بعدما أحرقوا دواليب وحاويات نفايات خلال الاشتباكات.

ووفق التفاصيل المنشورة في وسائل الإعلام العبرية، فإن «شابين فلسطينيين يسكنان في أحد المباني المهدّدة بالمصادرة والبيع في مزاد علني، ضربا الخاخام الياهو مالي، رئيس كنيس شيرات موشيه». والأخير هو كنيس مُقام في منزل تعود ملكيته لإحدى العائلات الفلسطينية المهجّرة من حي العجمي. أما الحاخام، فمعروف بانتمائه إلى جمعية «عطيرت كوهانيم»، التي تُعتبر رأس حربة المشروع الاستيطاني في القدس، ولا سيما في الحي الإسلامي، حيث تنشط في الاستيلاء على بيوت السكان هناك. كما برز اسمها خلال عمليات تسريب البطريرك ثيوفيليوس أملاك الكنيسة اليونانية في القدس.
إلى ذلك، أصدر النائب عن «القائمة المشتركة» سامي أبو شحادة، بياناً، حمّل فيه الشرطة، المسؤولية عن مخطط التهجير الحاصل في يافا، معتبراً أن ذلك «لن يمر».
وأضاف أن «الشرطة الإسرائيلية تعتدي بوحشية على المتظاهرين اليافيين، الذين وصلوا للتصدي لأوباش المستوطنين الذين حاولوا استفزاز الأهل في يافا، وهذا يأتي من طبيعة العقلية العنصرية للشرطة التي تتعامل مع المواطن العربي كعدو وتحمي المستوطنين والمجرمين».
وأكد أن «مخططات التهجير التي تتبعها السلطات تجاه الأهل في يافا، سيقابلها رفض شعبي ضد كل من تسوّل له نفسه في الاعتداء على يافا وأراضيها وبيوتها وأهلها، ولن تنجح محاولات التهويد التي تستهدف كل ما هو عربي وفلسطيني في هذه البلاد».
من جهة ثانية، تستمر شرطة العدو الإسرائيلي في محاولاتها منع المقدسيين من الاحتفال بليالي رمضان على مدرج باب العَمود؛ فلليوم السادس على التوالي، تحوّل المدرج إلى ساحة مواجهة ليلية بين الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، وأسفر ذلك عن نقل أربعة مصابين فلسطينيين، كما ذكر بيان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا