وفي مقدّمة للترتيبات الجديدة للجنة التي تتكوّن من 18 عضواً، جاء الطلب من عشراوي بصورة غير مباشرة. وحينما رفضت الرسائل الضمنية، قرّرت أن تقابل عباس وتتقدّم بطلب الاستقالة لتحفظ ماء وجهها. ولكيلا تظهر الأمور على أنها نتيجة الضغط عليها، ردّ عباس على طلبها بأنه «يؤجّل حتى عقد المجلس المركزي»، لكنّ وسائل إعلام «فتحاوية» مقرّبة من رئيس المخابرات الحالي ماجد فرج، ومؤسّس الجهاز وقائده السابق توفيق الطيراوي، سرّبت خبر الاستقالة، مع عزو قرارها إلى مرضها ووضعها الصحي، الأمر الذي اضطرها إلى إعلان الاستقالة رسمياً وقبول الرئيس.
تروي مصادر «فتحاوية» أن من أسباب الضغط الأخير على عشراوي أنها فقدت المساند الأول والأقوى لها في المنظمة وهو عريقات، الذي كان يشددّ على استمرارها بوصفها من الشخصيات التفاوضية التاريخية، وأنها كانت مساعدته بعدما اختيرت عام 1991 لتمثيل «منظمة التحرير» في محادثات «السلام» في مدريد خلال أكتوبر/تشرين الأول آنذاك، فضلاً عن أنها كانت المتحدّثة باسم الوفد الفلسطيني. وفي المجمل، استقالة عشراوي (74 عاماً)، التي لا تنتمي إلى أيّ من الفصائل، حملت في طيّاتها، وعبر التصريحات، إشارة إلى أن المنظّمة ولجنتها التنفيذية بحاجة إلى إصلاحات وتداول ديمقراطي عبر الانتخابات، خاصة أنها «تعاني من تهميش واستفراد بصنع القرار»، كما تقول مصادر فصائلية.
يريد عباس إرضاء فرج والشيخ كي لا ينشب خلاف «فتحاوي» خطير
ومع أن استقالة حنان عشراوي تفتح المجال أمام إضافة شخصيات من خارج «فتح» إلى «التنفيذية» (راجع: صراع «فتحاوي» متجدّد: مَن يَخلُف عريقات؟، في 25 تشرين الثاني)، فإن أبرز شخصيتين يرغب عباس في إرضائهما حالياً وإضافتهما إلى اللجنة هما رئيس «الهيئة العامة للشؤون المدنية» حسين الشيخ، وفرج، بعدما بات الاثنان هما الشخصيتين الأقوى في السلطة، ويتمتعان بحضور أمني في الضفة المحتلة، كما يمثلان عمودين أساسيين في دعم عباس طوال السنوات الأخيرة. وتُعلّل مصادر في «فتح» هذا «الإرضاء» بأن عباس لا يرغب في انشقاق الجانب الأمني في الضفة حالياً، ولذلك لا يريد تقديم أيّ منهما، فرج والشيخ، على الآخر، لأن ذلك سيسبّب خلافات قد تترجَم على الأرض وستؤثر في الحركة.
وعلى رغم التحرّك الأخير لعباس لإضافة شخصيات جديدة إلى «التنفيذية»، لا يزال الجدل قائماً، في جانب آخر، حول الشخصية التي يمكن أن يختارها لأمانة السرّ في اللجنة، وذلك لعدد من الاعتبارات السياسية والداخلية المتعلّقة بـ«فتح»، وأيضاً بالمتغيّرات التي تمرّ بها المنطقة في ظلّ حملة التطبيع المستمرّة، وما يُنتظر من الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بعد تنصيبه الشهر المقبل.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا