تفيد مصادر محلية بأن بعض العائلات الغزّية اضطر إلى دفع مبالغ مالية، وصل بعضها إلى 30 ألف دولار، لضبّاط كبار في مصر للحصول على معلومة مؤكدة حول مصير أبنائها. لكن العلامة الفارقة تَمثّلت في صورة نُشرت عبر «تويتر» لسجناء في نادي «الأنفوشي» التابع للجيش في الإسكندرية، وقد أثارت ضجة لدى أهالي المفقودين، بعدما تَعرّف عدد منهم إلى أبنائهم، فيما تقول مصادر إن الصورة تعود إلى عام 2014. ويقول أحد أقارب المفقودين في مصر (رفض ذكر اسمه) إن السلطات تَعمّدت طوال السنوات الماضية إخفاء المعلومات حول مصير المفقودين بصورة مشدّدة، بل «أخفت عدداً من الشهود والأدلّة، وشَدّدت إجراءاتها لمنع تسريب أيّ معلومات»، مستدركاً: «بعض الضباط عرضوا تقديم معلومات مقابل مبالغ كبيرة، وهو ما أقدمت عليه إحدى العائلات، وعلمت أن ابنها معتقل في السجون».
تستخدم القاهرة المعتقلين كورقة للضغط والمساومة مع الفصائل
وسط ذلك، يكشف مصدر في «حماس» أن الحركة أجرت مباحثات مع السلطات المصرية حول مفقودي السفينة بعد تحسّن العلاقة بينهما عام 2017، خاصة أنها كانت تُجري بالتوازي تفاوضاً لمعرفة مصير أربعة من كوادرها العسكريين الذين أعادتهم القاهرة عقب إنكارها أنها هي التي اختطفتهم، وهو الملف الذي أُقفل لاحقاً، لكن بخصوص مفقودي السفينة وآخرين فقدوا في سيناء، يوضح المصدر أن «جميع الردود المصرية كانت سلبية، ورَكّزت روايتهم على فقدان المعلومات، وأن الشهود يقولون إن السفينة غرقت في البحر». وعن الصور الأخيرة، يلفت المصدر إلى أن المسؤولين في «حماس» سيتواصلون مع السلطات المصرية لبحث ملف هؤلاء مجدّداً، «على أمل الكشف عن مصيرهم والإفراج عنهم في أقرب وقت»، مشيراً إلى أن صورة المختطفين الأربعة من عناصر «كتائب القسام» سابقاً هي التي سرّعت المباحثات مع المصريين وأدّت إلى الإفراج عنهم قبل عام. ولدى سؤاله عن أسباب إخفاء مصير مئات الفلسطينيين، يرى المصدر أن القاهرة تستخدم هؤلاء المعتقلين كورقة للضغط والمساومة مع الفصائل في غزة، كاشفاً عن أنه «سبق أن استخدمت هذه الورقة مرّات عديدة لفرض الهدوء أثناء وساطتها في جولات التصعيد خلال الأعوام الماضية».
في السياق نفسه، أكد المتحدث باسم أهالي مفقودي السفينة، سعد المصري، في تصريح صحافي، أن حراكهم تَجدّد بعد إفراج المصريين عن عدد من المعتقلين عبر معبر رفح لامتصاص الغضب الغزّي على قتل الصيادَين، مشيراً إلى أن هناك 270 مفقوداً من أبناء غزة، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء. وقال المصري: «نناشد حماس، والرئيس محمود عباس، سرعة التدخل لمعرفة مصيرهم، سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً». يُذكر أن ملف المفقودين مختلف عن ملف المعتقلين علناً، مِمّن يعودون عبر مطار القاهرة إلى غزة، وآخرهم 14 شاباً (راجع عدد الجمعة 2 تشرين الأول).
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا