في خطوة فلسطينية متأخرة مقارنة بحجم التهديد الإسرائيلي، أعلنت حركتا «المقاومة الإسلامية» (حماس) و«التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح) الاتفاق على «إفشال مشروع الضم الإسرائيلي معاً»، موجهتين الدعوة إلى كوادرهما و«شعبنا للانخراط في كل فعل ميداني من أجل مواجهة المشاريع الإسرائيلية». صحيح أن هذه الجبهة المشتركة لا تزال شكلية في هذه المرحلة، لكنها لا تعني انتهاء حالة الخصام الفلسطيني الداخلي أو الانقسام وتبعاته. مع ذلك، ربما تؤسس لمرحلة لاحقة من التواصل شبه المقطوع منذ شهور.من جهة «حماس»، تولى نائب رئيس الحركة، صالح العاروري، الخروج في مؤتمر مشترك عبر «الفيديو كونفرنس» أمس، مع أمين السر لـ«اللجنة المركزية فتح»، جبريل الرجوب، المصنف في خانة «الأعدقاء» بالنسبة إلى الحركة. العاروري قال إنه «إذا استطاع الكيان الإسرائيلي تمرير مخطط الضم على جزء من الضفة فهذا يعني أن مسلسل الضم سيستمر... الاحتلال سينتقل بعد الضم إلى التفكير في معالجة موضوع السكان الفلسطينيين، وهو الذي يُعرف بسوابقه في التهجير والترحيل». وأضاف: «سيبدأ الاحتلال الضغط على السكان في الوضع المعيشي والأمني ويفتح لهم باب الهجرة إلى أماكن أكثر استقراراً لترحيلهم من الضفة... (التي يرونها) أرض الميعاد». كذلك، رأى العاروري أن «الضم إلغاء للحل السياسي بقيام دولتين، لأنه لا يمكن بهذا المشروع إنشاء دولة فلسطينية في الضفة وغزة والقدس». ودعا إلى الوقوف «وقفة حقيقية وصادقة للتصدي. قد سبق وفعلنا... التجربة تقول إن العمل المشترك في الانتفاضة الأولى والثانية نجح في إفشال مخططات الاحتلال»، ثم خاطب قواعد الحركتين بالقول: «لا تنتظروا تعليمات تفصيلية ومباشرة. نحن في هذا المؤتمر نقول (إن) على الجميع أن ينخرط في العمل المشترك لمواجهة الضم».
أما الرجوب، فقال إن «حواراً هادئاً ومتزناً» جرى مع «حماس» خلال المدة الماضية، وقد «وصلنا إلى مرحلة نموذجية وخلّاقة نريد البناء عليها مع فصائل العمل الوطني»، مشيراً إلى أن رد فعل شعبنا أظهر أن هناك «إجماعاً وطنياً لرفض هذه المؤامرة الأميركية ــ الإسرائيلية». وقال القيادي في «فتح»: «سنخرج بصوت واحد وتحت علم واحد ونعمل على بناء رؤية استراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات في ما يتعلق بقيادة الشارع بمشاركة كل الفصائل بعيداً من التناقضات والترسبات». كما أشار إلى أن «الموقف الإقليمي لم يتعاطَ بأي شكل من الأشكال مع مخطط الضم».
مع انتهاء المؤتمر، عقّب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، بدعوة «جماهير الشعب الفلسطيني وكل قواه في الداخل والخارج إلى تعزيز العمل المشترك في كل الساحات»، مضيفاً: «شهد شعبنا الفلسطيني اليوم (أمس) خطوة متقدمة نحو تحقيق وحدة الموقف والجهد الوطني». كذلك، علق عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» محمد الهندي بالقول إن «وحدة الموقف الفلسطيني من مؤامرة القرن يجب أن تترجم الى حراك شعبي كبير ومستمر خاصة في الضفة والقدس»، مستدركاً: «مسؤولية فتح أساسية في هذا الجانب... التمسك بالسلطة بعد خطة الضم يمثل خطأً قاتلاً. إذا كانت السلطة مقتنعة حقيقة بأنه لا جدوى من المسار التفاوضي، فعليها أن تحل نفسها وتعود إلى تفعيل مؤسسات منظمة التحرير».
«الشعبية»: الحرب الإسرائيلية علينا لن تنال من عزيمة كوادرنا


وصدرت بيانات من مجمل الفصائل ترحب بالإعلان الحمساوي ــ الفتحاوي، فيما دعت
«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» إلى «استكمال خطوات التحلل من الاتفاقات... بما يعمق وحدة الصف والوحدة النضالية»، مضيفة: «الحديث عن خلافات إسرائيلية ــ إسرائيلية، أو إسرائيلية ــ أميركية، حول الضم خدعة لن تمر على الشعب الفلسطيني». أما «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، فقالت، في بيان، إن «الحرب الإسرائيلية التي تشن على قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة في مختلف مناطق الضفة والقدس المحتلتين محاولة فاشلة للنيل من عزيمة وإرادة الحركة»، مشيرة إلى إقدام الاحتلال في الأيام الأخيرة على اعتقال العشرات من كادرات الجبهة النسوية، وتصعيد هجمته على أسرى الجبهة داخل السجون.