في إطار مخطّط إسرائيلي لإقامة محطّات طاقة كهربائية في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، بدأت «شركة الكهرباء الإسرائيلية» تنظيم البنية التحتية لشبكة الكهرباء هناك، بما يؤدي إلى تطوير شبكة الضغط العالي لملاءمة احتياجات المستوطنين. ويأتي الكشف عن المخطط الجديد، الذي يُعدّ الأول من نوعه في الضفة، بالتزامن مع إعلان «صفقة القرن» الأميركية التي تنصّ على ضمّ مستوطنات الضفة ومنطقة الأغوار إلى السيادة الإسرائيلية.وفي التفاصيل التي أوردتها صحيفة «يسرائيل هيوم» أمس، ستمدّ «الكهرباء الإسرائيلية» المستوطنات بالتيار، عبر إنشاء محطّات طاقة صغيرة في أماكن متفرّقة من الضفة، بما يكفل تدعيم المشروع الاستيطاني وضمان رفاهية المستوطنين. وبدأ العمل على الخطة، التي أعدّها وأشرف عليها وزير الطاقة يوفال شطاينتس، قبل نحو عام، وذلك بعد سنوات من العقبات التي اعترضت إمداد المستوطنات بالطاقة بصورة منظمة لا عشوائية. ووُضعت الخطة، وفق الصحيفة، «في أعقاب عرض رؤساء المستوطنات في الضفة حاجاتهم المتعلقة بتنظيم الكهرباء». ومن المفترض أن يُطلع شطاينتس، هؤلاء، على الخطوط الرئيسة للمشروع الذي تُقدّر تكلفته بنحو أربعة مليارات شيكل (100 دولار أميركي = 340 شيكلاً). وتنقل الصحيفة نفسها عن مصادر وزارية أن «الاعتبارات التي أُخذت لدى صياغة الخطة تعالج احتياجات الطاقة في الضفة على المدى البعيد، ومن بينها الاعتبارات الديموغرافية، وزيادة نسبة السكان الفلسطينيين والمستوطينن» على حدّ سواء. وعلى رغم أن كشف الخطة يأتي بعد إعلان «صفقة القرن»، وقبيل انتخابات «الكنيست» في الثاني من الشهر المقبل، إلا أن وزارة الطاقة نفت «أن تكون لها اعتبارات سياسية أو علاقة باقتراب الانتخابات».
تطرح الخطة مدّ المناطق الفلسطينية بالكهرباء إلى جانب المستوطنات


لكن اللافت هو أن الخطة تطرح أيضاً مدّ المناطق الفلسطينية بالكهرباء إلى جانب المستوطنات، في ما يؤكد نية إسرائيل بسط سيطرتها على مناحي الحياة كافة في الضفة، وترسيخ كونها صاحبة السيادة الوحيدة هناك، أقلّه حتى عشرين عاماً مقبلة كما ينصّ عليه المشروع. وبحسب ما نشرته «يسرائيل هيوم»، فإن المخطط قُسّم إلى مراحل على مدد متباعدة، تُنفّذ الأولى منها بعد خمسة أعوام، وتُنشأ في خلالها محطتان فرعيتان لتزويد المستوطنات بالكهرباء، ومحطتان أخريان لتزويد الفلسطينيين بها. وخلال السنوات العشرين، ستمدّ «الكهرباء الإسرائيلية» خطوط النقل ذات الضغط العالي التي سيكون طولها أكثر من 300 كلم لتصل بين المحطات والمستوطنات. وبعد 15 عاماً من المرحلة الأولى، ستنشئ الشركة أربع محطات للمستوطنين، وأربعاً أخرى للفلسطينيين.
وعلى رغم أن المحطّات الفرعية إسرائيلية، إلا أن مسؤولية تزويد المستهلك الفلسطيني ستوضع على عاتق السلطة التي لا ترى فيها حكومة الاحتلال أبعد من أداة وظيفية لتنفيذ مشاريعها. وفيما تحاول وزارة الطاقة الإسرائيلية، عبر شركات إنتاج الطاقة المتجدّدة، تنفيذ مشاريع مماثلة في الجولان السوري المحتل (راجع العدد 3963)، يفترض أن يشمل مشروع تنظيم الكهرباء في الضفة نصب مراوح هوائية وألواح طاقة شمسية في مستوطنات «ألفي مشنيه» الواقعة جنوب قلقيلية شمالي الضفة، وفي مستوطنة «معاليه أفرايم» جنوب شرق نابلس (شمال)، وفي غيرها.