كشفت «القناة الـ13» الإسرائيلية، في تقرير أمس، أن البيت الأبيض «استضاف اجتماعاً ثلاثياً سرّياً» في السابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جمع الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، وذلك لبحث «التعاون وتنسيق الجهود ضدّ إيران»، مع إمكانية التوقيع على معاهدة «عدم اعتداء» بين أبو ظبي وتل أبيب. وذكر تقرير القناة، الذي استند إلى تصريحات لمسؤولين من الدول الثلاث، أن صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، «لعب دوراً أساسياً لعقد اللقاء» الذي حضره من الجانب الأميركي مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ونائبه فيكتوريا كوتس، بالإضافة إلى المبعوث الخاص لإيران براين هوك، ومن الجانب الإسرائيلي رئيس «مجلس الأمن القومي» مئير بن شبات، فيما مثّل الإمارات سفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة.وبينما توالت التغريدات «الودّية» بين القيادتين الإماراتية والإسرائيلية بعد هذا الاجتماع، جاء الترحيب من رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، الذي قال آنذاك على «تويتر»: «أرحّب بالتقارب بين إسرائيل والكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام». ونسب تقرير «القناة الـ13» فكرة الاجتماع إلى مؤتمر «السلام والأمن في الشرق الأوسط»، والذي عُقد بمبادرة أميركية في وارسو في شباط/ فبراير 2019، وشهد «التحالف» الإسرائيلي - الخليجي عامّة والإسرائيلي - الإماراتي خاصّة تطوراً كبيراً من بعده. ونقلت القناة عن مصادر أخرى أن «المنتدى الثلاثي عقد ثلاثة اجتماعات على أقلّ تقدير خلال العام الماضي... التجسيد الأبرز لهذا التعاون كان بمشاركة العتيبة في حفل إعلان دونالد ترامب صفقة القرن» أواخر الشهر الماضي.
وذكّر التقرير بأن «العلاقات الرسمية التي تجمع بين إسرائيل والإمارات بدأت عملياً عام 1994، إبان عهد حكومة إسحاق رابين، حين طلبت أبو ظبي من تل أبيب التوسّط لدى الإدارة الأميركية وإقناعها ببيع الأولى طائرات إف 16»، مع أن «المحرّك الأساسي لتعزيز العلاقات كان منذ البداية العداء المشترك لإيران». ووفقاً للتقرير، فإن «رابين أعطى الضوء الأخضر لبدء الاتصال، ليُعقد اللقاء الأول في أحد الفنادق في عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، ميونخ، بمشاركة مدير مكتب رابين، شمعون شبس، وممثل عن رئيس الإمارات خليفة بن زايد، هو باسم يوسف». وبيّن أنه «في تلك المرحلة لم يكن يطّلع على هذه الاتصالات في إسرائيل سوى ثلاثة أشخاص (رابين وشبس والرئيس الأسبق لجهاز «الموساد» شبتاي شافيت)... وبعد مرور أسابيع عُقد اجتماع آخر في زيورخ بمشاركة ممثل عن جهاز المخابرات الإماراتي، طلب حينها المحافظة على سرية العلاقات التي لا تزال حديثة»، وصولاً إلى اجتماع رسمي ثالث وصفه التقرير بـ«علامة فارقة»، تمّ بحضور ولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد، في جنيف. ومنذ ذلك الوقت، يتابع «الموساد» العلاقات مع الإمارات. وتابع التقرير: «أقنعت إسرائيل الإدارة الأميركية ببيع الطائرات الحربية للإمارات بدعوى العداء المشترك لطهران».