الهجوم استهدف بلدات لم يقتحمها المستوطنون منذ 15 عاماً
الهجوم الأوسع استهدف بلدات بيت دجن وقبلان ومجدل بني فاضل. ووفق مصدر محلي، فإن هذه البلدات تحديداً لم يستهدفها المستوطنون ولم يقتحموها منذ أكثر من 15 عاماً، بخلاف كفر الديك (غرب سلفيت) التي كانت في دائرة الهجوم الأخير، إذ تكرر استهداف المستوطنين لها هذا العام. وبحسب الصحافي بركات الأزعر، وهو من بلدة قبلان جنوب نابلس، فإن البلدات الثلاث لا تشهد اقتحامات واعتداءات للمستوطنين، وإن بلدته قبلان لم تتعرّض منذ سنوات لاقتحام، لكن هذه المرة خطّ المستوطنون شعارات معادية قرب مدخلها الواقع على الشارع الاستيطاني الالتفافي الذي يسلكه المستوطنون دائماً. «منطقة عسكرية مغلقة»، «منطقة عسكرية دائمة»، شعاران خَطَّهما المستوطنون حيث حلّوا بما يوحي بأنهم يتصرفون كقوة سيادة على الأرض، علماً بأنهم يعتمدون عادة شعارات مختلفة؛ أبرزها: «الموت للعرب»، «بلدة المخربين»، وشعارات معادية للإسلام. ولا يرى مسؤول «ملف الاستيطان» في ذلك داعياً للاستغراب، إذ إن «الوضع المقبل هو دولة مستوطنين بكل ما تعنيه الكلمة». في السادس والعشرين من الشهر الجاري، أحرق مستوطنون أراضي شاسعة من قرية مادما جنوبي نابلس، وفي الليلة نفسها أضرموا النار في 25 دونماً من كروم الزيتون قرب المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمالي غربي نابلس. أما جنوبي بيت لحم، فهاجم مستوطنون قرية الجبعة بحراسة جيش العدو وخطّوا شعارات معادية وأعطبوا أكثر من 11 مركبة فلسطينية. رام الله أيضاً كانت لها حصة من هجوم المستوطنين فجر أمس، إذ أحرقوا مركبة وخطّوا شعارات معادية في قريتَي الطيبة ودير عمار.
«أسبوع الجحيم» لم يتوقف عند الضفة، بل امتدّ دراماتيكياً إلى الأراضي المحتلة عام 1948 ليلة الخميس، حيث هاجم مستوطنون أكثر من 80 مركبة وأعطبوا إطاراتها في حيّ واحد داخل بلدة جلجولية في منطقة المثلث، وخطّوا شعارات معادية على حافلة بالمكان. ووفقاً لإحصائية وصلت «الأخبار»، فإن الفلسطينيين في الضفة تعرّضوا لأكثر من أحد عشر اعتداء مباشراً نفذها مستوطنون على ممتلكاتهم عقب «إعلان بومبيو» حتى أمس، ويُسثتنى من ذلك هجوم المستوطنين على الخليل بحجة «عيد سارة». كما سبق هذا الأسبوع «شهر الزيتون» الذي حوّله المستوطنون إلى «شهر الجحيم» بعدما نفذوا أكثر من 97 هجوماً مباشراً على قاطفي الزيتون، وفق دغلس.
يُذكَر أن عصابات «تدفيع الثمن» ظهرت منتصف 2008 لأول مرة عبر شعارات خطّتها وحملت توقيعها في الضفة، وهي الآن تنشط في أنحاء فلسطين، لكن هجماتها تترّكز في جنوب نابلس. ويعود ذلك إلى كون هذه المنطقة «تضمّ المعقل اليميني الأكثر تطرفاً والمتمثل في مدارس دينية تضمّ القتلة في مستوطنة يتسهار» التي تقضم أراضي فلسطينية من جنوب نابلس وشرقها، كما أنها تتمدّد عاماً تلو الآخر.
بومبيو مصرّ على رأيه
دافع مايك بومبيو عن قرار شرعنة المستوطنات في الضفة بالقول إن القرار «صحيح ويصبّ في مصلحة أمن إسرائيل»، مضيفاً: «من الواضح جداً أن المستوطنات... ليست في حدّ ذاتها غير قانونية بموجب القانون الدولي». ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عنه أن إدارته تتصور أن «الأمر غير المنطقي هو الاعتقاد بأن أيّ نشاط استيطاني يعتبر غير قانوني بطبيعته، لمجرد أنه استيطان في المنطقة نفسها».
(الأخبار)