غزة | بعد إبلاغ الفصائل الفلسطينية، الوسطاء مع العدو الإسرائيلي، نيّتها التصعيد بسبب مماطلة الأخير في تنفيذ التزاماته المتعلقة بتفاهمات التهدئة، واعتداءاته المتكررة، كشفت مصادر في حركة «حماس» عن زيارة مرتقبة للسفير القطري، محمد العمادي، لقطاع غزة الخميس المقبل، من أجل إدخال دفعة جديدة من المنحة الأميرية. وقال مصدر في «حماس»، لـ«الأخبار»، أمس، إن «الفصائل حمّلت الوسطاء تهديداً مباشراً، وهو أنه في حال عدم التزام العدو بتنفيذ التفاهمات، وإدخال الأموال القطرية، إضافة إلى زيادة كمية الكهرباء حتى نهاية الأسبوع الجاري، فإنها ستذهب إلى تصعيد ميداني، وهو ما لا يرغب فيه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو قبل الانتخابات». وطبقاً للمصدر، جددت «حماس» دعوتها الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال لتنفيذ التفاهمات عاجلاً، جراء «حالة الغليان التي يعيشها سكان القطاع»، ما يهدد بتكرار العمليات الفردية والتسلل داخل المنطقة الحدودية.
يأتي العمادي حاملاً معه دفعة جديدة من الأموال للعائلات الفقيرة

وأجمعت الفصائل على رفض السياسة الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو تجاه غزة، والمتمثلة في محاولته المحافظة على الهدوء مع الاستمرار في المماطلة، والتكلؤ عن تنفيذ تفاهمات التهدئة، وهو ما يوجب «التحرك بالضغط على الوسطاء كخطوة أولى، ثم الضغط الميداني». حتى الآن، أثمرت الضغوط عن إبلاغَ القطريين، الفصائل، أن العمادي سيأتي حاملاً معه دفعة جديدة من الأموال للعائلات الفقيرة، إضافة إلى متابعة مشاريع قطرية بما فيها مشاريع التشغيل المؤقت. كذلك، حذرت فصائل المقاومة، في بيان، من أن العمليات التي «نفذها الشباب المنتفض على حدود غزة تنذر بالانفجار في وجه الاحتلال»، لافتة إلى أنها «حذرت الاحتلال كثيراً من التمادي في جرائمه، لكن قيادته لا تزال تلعب بالنار، وستنكوي بها بإذن الله، فغزة بركان يغلي سوف ينفجر في وجه قيادة العدو وجنوده». وفي وقت متزامن، دعت «الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار»، خلال اجتماعها الدوري، إلى جعل الجمعة المقبل (الـ 71 من المسيرات، تحت عنوان «لبيك يا أقصى»)، يوم «اشتباك مفتوح وتكثيف النشاطات الكفاحية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين».
في غضون ذلك، كشف المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، جيمي ماك غولدريك، أن المبعوث الأممي، نيكولاي ملادينوف، يعمل مع البنك الدولي والقطريين من أجل استدامة مشاريع في غزة ضمن تفاهمات التهدئة، مشيراً إلى أن ثمة محاولات لتخفيف البطالة عبر «توفير مشاريع البطالة قصيرة المدى»، لافتاً إلى أن نسبة البطالة لِمَن هم دون 30 عاماً تبلغ 70%، والبطالة عامة في المجتمع تقارب 55%. كما كشف غولدريك عن اجتماع سيعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل للجنة المخولة نقاش المشاريع الإنسانية في الجمعية العامة في الأمم المتحدة، حيث ستُعرض عليها مشاريع؛ أحدها إقامة محطة تحلية المياه المركزية، منبهاً إلى أنه «في حال عدم تحقق حالة من الهدوء والسلام والأمن في هذا المكان، فستكون عملية نقاش هذه المشاريع الكبرى عملية غير صحيحة».