في بداية الشهر الجاري، نفذ الاستشهادي هاني أبو صلاح عملية خلف خطوط العدو على الحدود الشرقية لقطاع غزة، حيث مكث داخل الحدود لمدة ساعتين، قبل اشتباكه مع جنود من وحدة «غولاني». العملية النوعية، التي أسفرت عن جرح 3 جنود إسرائيليين بينهم ضابط، ذهبت تقديرات جيش العدو في حينها إلى أنها «فردية»، وأن منفذها، وهو عنصر في «كتائب القسام» ومن «حماة الثغور»، ترك نقطة المراقبة، وتوجّه إلى الحدود للقيام بمهمّته. تبريرٌ بدا مشابهاً لما قيل ليلة إطلاق صاروخين، الأول على تل أبيب والثاني على عسقلان في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، حيث تم التحجج بأن ضربة برق سبّبت انطلاقهما. لكن عملية أبو صلاح جاءت بعد انتهاء قوات العدو من تدرّبها على خطة «الفصول الأربعة» في توقيت لا يبدو دونما دلالات. كما أن حالة البلبلة التي عاشها جيش الاحتلال على إثر العملية، والمجريات التي شهدها الميدان خلال الاشتباك، كانت كلها مرصودة من قِبَل أعين المقاومة، التي استفادت من ذلك معلوماتياً لمعرفة الإجراءات الإسرائيلية، وفق ما تفيد به معلومات «الأخبار».