أصيب عشرات المعتكفين في المسجد الأقصى، في القدس المحتلة، برضوض وحالات اختناق، عقب إطلاق قوات العدو الإسرائيلي صباح أمس قنابل الغاز تجاههم، أثناء اقتحامها المصلّى القبلي. وأغلقت قوات العدو أبواب المصلّى، وفرضت حصاراً محكماً على المعتكفين داخله، بالتزامن مع اقتحام أكثر من ألف مستوطن المسجد بحماية مشددة، وهو ما استدعى ردوداً من فصائل المقاومة حذرت فيها من التبعات، بالإضافة إلى موقف أردني رافض للتصعيد. واندلعت مواجهات بين الشبان والعدو عقب الاقتحام، فيما اعتلى قناصة إسرائيليون باب العمود، حيث منعت شرطة العدو المقدسيين من المرور في المنطقة. وفي وقت متزامن، اعتدت مجموعات من المستوطنين على المحال التجارية في طريق الواد. ويقول مقدسيون إن المستوطنين كانوا يريدون الاحتفال في ساحات الأقصى بما يُسمى «يوم القدس» (وفق عقيدتهم)، الذي يطمعون فيه بـ«هدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم».
في هذا السياق، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، إن مهمته تتمثل في «ضمان دخول اليهود إلى الأقصى بحرية»، وهو «أصرّ على هذا الهدف نهار هذا اليوم (أمس)». وأضاف أردان في تصريحات أنه على رغم حدوث مواجهات مع المصلين المسلمين، فهو «لم يأمر بوقف دخول اليهود... دخل المكان منذ الصباح 1600 يهودي». كما شدد على أن «الأقصى سيبقى مفتوحاً في وجه مَن يرغب في دخوله من أي ديانة كان، وبخاصة اليهود... شرطة القدس عملت كل ما في وسعها للسماح لليهود بدخول الأقصى».
أيّد وزير الداخلية الإسرائيلي الاقتحام وأقرّ بأنه كان بحماية منه


في المقابل، حذّرت فصائل المقاومة الفلسطينية من «سياسة التصعيد والاستفزاز التي ينتهجها العدو الإسرائيلي تجاه المصلين والمرابطين في الأقصى». وقال القيادي في «حماس»، سامي أبو زهري، إن «إفراغ الاحتلال للمسجد الأقصى بالقوة، والاعتداء على المصلّين، تصعيد خطير وانتهاك لحرمة الديانة والمقدسات الإسلامية»، مؤكداً في تغريدة على «تويتر» أنه «ستكون لهذا (التصعيد) تداعياته... حكام الأمة والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي إزاء هذا التصعيد». كما رأت حماس، في بيان، أن «الاعتداء والاقتحام يعكسان حالة الحنق والإزعاج التي أصابت الاحتلال جراء مشاهد الألوف من المصلين الذين أحيوا ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان في ساحات المسجد».
كذلك، قالت «الجهاد الإسلامي»، في بيان، إن «الاقتحامات العدوانية للمسجد الأقصى من المستوطنين سيدفع ثمنها الاحتلال، لأنه المسؤول عن استمرار التوتر في القدس وتبعاته»، مضيفة أن هذه المحاولات «ستزيد صلابة أهلنا المقدسيين والمرابطين، والرباط في الأقصى سيستمر ويتواصل بعد رمضان، وسيبقى الأقصى وساحاته شاهداً آخر على بسالة الشعب الفلسطيني». أيضاً، رأت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أن «الاقتحام والاعتداء على المعتكفين تصعيد جديد يؤكد أطماع الاحتلال في تهويد الأقصى، ومخططاته لفرض واقع جديد»، محذرة من أن «ما يجري... لعب بالنار سيؤدي إلى اشتعال الأوضاع ليس في القدس والضفة وحدها».
من جهتها، استنكرت الخارجية الأردنية «الانتهاكات الإسرائيلية السافرة» في الأقصى، مؤكدة «توجيه مذكرة احتجاج إلى الحكومة الإسرائيلية لوقف ممارساتها الاستفزازية». وقالت الوزارة، في بيان أمس، إنها حذّرت من «التبعات الخطيرة للممارسات الإسرائيلية... التي ستجرُّ المنطقة إلى دوّامة جديدة من العنف ستهدّد أمن المنطقة برمّتها».