طرد العدو الإسرائيلي مئات المصلين والموظفين العاملين في الأوقاف من المسجد الأقصى، وذلك بعد أن ادعى أن فلسطينياً استشهد برصاص جنوده طعن شرطية وأصابها بجراح خطرة في منطقة باب العمود، وذلك في وقت أعلنت فيه المصادر الطبية استشهاد شابين خلال «مسيرات العودة» أمس في غزة.وبينما تتواصل المباحثات في القاهرة بشأن حلّ سياسي يخصّ غزة، عادت القدس إلى الصدارة بعد الاستنفار الإسرائيلي جراء العملية التي تحدث عنها إعلام العدو، وخاصة أنها تأتي بعد وقت قصير على عملية دهس أدت إلى وفاة مستوطنة شمالي الضفة. وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن الجنود في باب العمود أطلقوا النار على شاب فلسطيني من سكان مدينة أم الفحم في الداخل المحتل «سدّد طعناتٍ لشرطية... الشرطة أطلقت النار عليه وقتلته من الفور، فيما فرّ شاب آخر من المكان». وبعد ذلك، قرر الاحتلال منع المقدسيين من الدخول إلى البلدة القديمة عبر باب الساهرة، وبدأ حملة تمشيط في المنطقة، كذلك أغلق منطقة باب العمود.
أما في غزة، فاستشهد شابان عصر أمس، وأُصيب 270 آخرون بجراح، إثر قمع قوات الاحتلال آلاف المتظاهرين المشاركين في «مسيرات العودة» على طول الحدود الشرقة للقطاع. وقالت وزارة الصحة إن كريم فطاير (30 عاماً) من دير البلح استشهد إثر إطلاق النار عليه شرق مخيم البريج (وسط)، فيما استشهد سعدي أكرم معمر (26 عاماً) شرقي رفح (جنوب). وبينما عالجت الطواقم الطبية 166 مصاباً في النقاط الطبية، نقلت 104 إصابات إلى المستشفيات، بينها 60 بالرصاص الحي. وبذلك، يبلغ اجمالي عدد شهداء «مسيرات العودة» 158 ونحو 17 ألف جريح.
أكثر من ألف مسافر غزي عالقون في العراء من السويس حتى العريش


على الصعيد السياسي، قال القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش، إن الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة تناقش ملفات عدة، أبرزها اتفاق التهدئة والمصالحة. وقال في تصريحات لقناة «الغد» الفضائية، إن الفصائل تسعى إلى «تثبيت وقف إطلاق النار مقابل رفع الحصار عن غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني... مشاورات الفصائل مع الجانب المصري ستستمر حتى يوم الأحد (غداً)». وفي ما يتعلق بالمصالحة، لفت البطش إلى أن مصر أبلغت الفصائل سعيها إلى «توأمة مساري المصالحة والتهدئة، والقاهرة الآن بانتظار قدوم وفد فتح للمشاركة في مشاورات الفصائل».
في غضون ذلك، قال نائب قائد «حماس» في غزّة، خليل الحية، إن« الجهود المصرية والأممية والقطرية الرامية إلى إتمام اتفاق تهدئة مع إسرائيل وصلت إلى مراحلها النهائية». وأضاف خلال حديثه على قناة «الميادين» أمس، أن «الحديث في التهدئة قائم على تفاهمات 2014... الأيام المقبلة ستكون شبه نهائية في مراحل ترسيم الاتفاق الموقع».
في شأن آخر، ناشد المئات من العالقين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء السلطات المصرية للمسارعة إلى فتح معبر رفح عقب مكوثهم على الحواجز هناك نحو أربعة أيام، خاصة أنهم الآن يتركزون في نقطتين: الأولى ما يُعرف بـ«حاجز المعدية» الرابط مع قناة السويس، والثانية قرب معبر رفح، ويعانون جميعاً من نقص في المياه والطعام، إذ تتجه السيارات بعدد قليل يومياً، ما يسمح لها بالعبور عبر قناة السويس تجاه الحواجز الأخرى داخل سيناء، وتبقى مسيرة تحركها بطيئة في ظل حظر التجوال المفروض لـ 12 ساعة يومياً.
ومن شأن الإبقاء على إغلاق المعبر لنحو عشرة أيام (جراء إجازة عيد الأضحى) بقاء العالقين في العراء. وجراء ذلك، دعا المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم، الفصائل كافة والسفارة الفلسطينية لدى القاهرة إلى «التدخل الفوري والعاجل لإنهاء مأساة العالقين وضمان وصولهم إلى غزة». وقال برهوم: «كان من المتوقع في ظل هذا الحضور الفصائلي الكبير في القاهرة أن تنتهي على الأقل المآسي والعذابات التي يتعرض لها العالقون في الجانب المصري من أبناء غزة، إذ لا يزال أكثر من ألف منهم في العراء منذ أكثر من خمسة أيام بلا طعام ولا ماء، وجلهم من الأطفال والنساء والمرضى والمصابين».