في الوقت الذي تتبادل فيه إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التهديدات، بين اغتيال قادة من المقاومة في قطاع غزة، و«إمطار» تل أبيب بالصواريخ، كشفت «القناة العاشرة» الإسرائيلية عن لقاءٍ سرّي عُقد بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة في أيار/ مايو الماضي، للبحث في ملفَّي المصالحة بين «فتح» و«حماس»، والهدنة بين المقاومة والاحتلال. في الملف الأول شدّد السيسي على ضرورة عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، من دون نزع سلاح المقاومة؛ أما في الملف الثاني، فقد كشفت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية، نقلاً عن «مصدر اسرائيلي رفيع» اليوم، عن أن «اتفاق التهدئة بات جاهزاً تقريباً».
الأجواء السياسية الإيجابية، رافقها تطوّر ميداني؛ فبعد يومين من الهدوء على حدود قطاع غزة، من دون إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة، ومن دون أي احتكاكات على الحدود، قرّر وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بعد اجتماع تقدير موقف عقده ظهر اليوم، فتح معبر كرم أبو سالم بشكل كامل وتوسعة مساحة الصيد إلى 9 أميال بحرية، بدءاً من صباح يوم غدٍ الأربعاء.

كاتس: ممنوع عودة عباس إلى غزة
في سياق متصل، كتبت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن وجود معارضة في الحكومة الإسرائيلية للمخطط الذي حاول نتنياهو صياغته مع السيسي، والذي ينص على عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. وكشف وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلية وعضو «الكابينت»، يسرائيل كاتس، للصحيفة، عن أن نتنياهو يدعم التوصل إلى تهدئة مع «حماس» في قطاع غزة، من أجل التفرّغ لمحاربة تعزيز إيران لنفوذها في سوريا، مع الإشارة إلى أن «حرباً في الجنوب الآن تؤثر على الجهود الإسرائيلية في محاربة إيران».
أضاف كاتس أنّ «أي محاولة لإعادة أبو مازن إلى قطاع غزة، وخلق تواصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، عبر الممرّ الآمن الذي سيمرّ من داخل إسرائيل، سيكون تهديداً مباشراً ومسّاً بأمن إسرائيل، ومسّاً أيضاً بالتوازن الديموغرافي بين إسرائيل والفلسطينيين». وتابع القول: «يجب طرح هذه القضية للنقاش في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر. السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة يجب أن تكون واضحة؛ تمييز بين مدنيي إسرائيل ومدنيي قطاع غزة، وخط حدود أمني واضح بين إسرائيل وغزة».
ونقلت الصحيفة عن وزير ليكودي آخر من «الكابينت» قوله إن «حركة حماس لن تتنازل في أي يوم من الأيام عن سيطرتها على قطاع غزة، وبالتالي فإن طرح عودة أبو مازن إلى قطاع غزة غير ممكن تقريباً»، وكشف وزراء آخرون أن «الكابينت قرر قبل عام عدم إقامة اتصالات مع أي حكومة وحدة وطنية فلسطينية، والتي يعتبر تشكيلها مرحلة أساسية لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة».

الفصائل في مصر لبحث التهدئة
غادر وفد من قادة فصائل فلسطينية قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، متوجهاً إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث ملفات «التهدئة» مع إسرائيل، والمصالحة الفلسطينية. ويضم الوفد قادة من حركة «الجهاد الإسلامي»، وحركة «الأحرار»، وحركة «المجاهدين»، و«لجان المقاومة الشعبية».
وأعلن عضو المكتب السياسي في «حماس»، عزت الرشق، أمس، في تغريدة له عبر موقع «تويتر»، أنّ حركته تعتزم إجراء لقاءات تشاورية مع قادة الفصائل حول «التهدئة مع إسرائيل، والمصالحة الفلسطينية».
ومن المقرر أن تبدأ خلال أيام جلسات حوار بين الفصائل الفلسطينية، خصوصاً بين حركتي «فتح» و«حماس»، برعاية جهاز الاستخبارات العامة المصرية، لبحث الملفين المذكوريْن.