تبادلت حركتا «فتح» و«حماس» في قطاع غزة، اليوم، الاتهامات في شأن مناقشة حركة «حماس» التوصل إلى اتفاق تهدئة مع العدو الإسرائيلي، والذي يجري برعاية مصرية وأممية. فهاجمت «فتح»، في بيان، «انخراط قيادة حماس في مفاوضات مخزية مع حكومة الاحتلال»، معتبرة ذلك «التطبيق الفعلي لأهم بنود صفقة القرن، المتمثل بفصل غزة عن بقية الوطن وتشكيل دويلة فيها تكون مقبرةً لمشروعنا الوطني».وأعلن رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة «فتح» منير الجاغوب، رفضه «العبث بالقضية الوطنية»، مشدداً على أن الحركة «لن تلتزم بأي نتائج أو ترتيبات تصدر عن هذه المفاوضات المشبوهة، بعيداً من إرادة شعبنا وخارج إجماعه الوطني».
بدورها، ردّت «حماس» على الاتهامات قائلة: «السلوك السلبي لحركة فتح وهجومها الإعلامي غير المسؤول والمتواصل، يهدف إلى قطع الطريق أمام إنجاح أي جهود وطنية ومصرية وإقليمية وأممية لتحقيق الوحدة وإنهاء معاناة أهلنا في القطاع».
وبعيداً من التراشق الإعلامي بين أكبر فصيلين فلسطينيين، عقدت «حماس» لقاء مع قادة فصائل فلسطينية لمناقشة «أوضاع وقضايا القطاع»، بما فيها التهدئة مع الاحتلال. وشارك في الاجتماع قادة فصائل «الجهاد الإسلامي» والجبهتين «الديموقراطية» و«الشعبية» و«الجبهة العربية»‎ وحركة «المبادرة الوطنية»، بينما غابت عنه حركة «فتح».
وقال عضو المكتب السياسي لـ«حماس» حسام بدران، إن «اجتماعات الحركة لم تنته وأرضنا وأوضاع قطاع غزة لا تخص حماس وحدها؛ لذلك اليوم نجتمع مع الفصائل، وسنطلع الجمهور على تفاصيل مناقشات الاجتماع بعد نضوجها».
كذلك، أضاف: «لدينا الآن هدف استراتيجي، وأعتقد بأن الفصائل تشاركنا به، وهو أن الحصار يجب أن يتوقف»، مؤكداً أنه «لا يمكن أن يكون هناك أي ترتيب سياسي أو ميداني، أو تحسين للوضع في غزة، من دون أن يكون هناك قرار توافقي وطني فلسطيني».
في السياق نفسه، قال نائب رئيس حركة «حماس» في غزة خليل الحية، إن «فتح تشنّ هجوماً غير مبرّر وغير مسبوق على حماس، وكأن هناك شيئاً قد حدث وتم التوقيع عليه، نحن ما زلنا في مشاوراتنا الداخلية ومع الفصائل، ونحن نرى أن هذا الهجوم من فتح يهدف لخلط الأوراق وقطع كل الجهود لإنهاء الحصار».
في المقابل، عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر «الكابينت» اجتماعاً مطولاً للرد على المبادرة المصرية والأممية. وبعد اجتماع دام خمس ساعات، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن هناك «فرصة ضئيلة للوصول إلى هدنة طويلة الأجل في قطاع غزة». وقالت صحيفة «معاريف» العبرية إن «اجتماع الكابينت استمر نحو 5 ساعات، وتم نقاش الوضع في غزة وركز على محادثات وقف إطلاق النار مع حماس. وانتهى من دون تحقيق هدف، ومن دون أن يضطر الوزراء إلى التصويت». وذكر موقع «ريشت كان» الحكومي أن تقديرات «الكابينت» أشارت إلى وجود «فرصة ضئيلة للتوصل إلى تسوية طويلة الأجل في قطاع غزة، لا سيما أن هناك العديد من العقبات في الطريق تتمثل في عدم المصالحة في الجانب الفلسطيني». كذلك، أضاف الموقع أنه «على رغم الضغوط الإسرائيلية، لم يدفع أبو مازن رواتب موظفيه في غزة، وأنه من دون تحقيق إنجازات لحماس في غزة سنكون على استعداد للذهاب إلى الصراع». بدورها، قالت «القناة 7» العبرية إن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غابي آيزنكوت أطلع وزراء الحكومة، خلال اجتماع «الكابينت»، على الوضع في غزة، وقال إن «الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو».