يسود قطاع غزة هدوء حذر، بعد ليلة متوترة قصفت فيها طائرات العدو الإسرائيلي ومدفعيته منشآت ومواقع متفرقة في القطاع، في حين أطلقت حركات المقاومة عشرات القذائف والصواريخ في اتجاه مستوطنات في ساحل عسقلان والنقب وعموم المستوطنات المحيطة. وذلك قبل أن تعلن حركتا «الجهاد الإسلامي» و«حماس» التوصل إلى اتفاق برعاية مصريّة أساسيّة وتدخل عددٍ من الأطراف، عقب اتصالات استمرت طوال الليل بين غزة والقاهرة من جهة، وبين الأخيرة وتل أبيب من جهة أخرى.وأكد القيادي في «حماس»، خليل الحيّة، التزام فصائل المقاومة بتفاهمات وقف إطلاق النار ما دام العدو الإسرائيلي ملتزماً بها، موضحاً أن «التوصل إلى الاتفاق جاء بعدما نجحت المقاومة في صد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك، إلى جانب تدخل العديد من الوساطات خلال الساعات الماضية».
حتى الرابعة فجراً بقيت المقاومة تطلق صواريخها باتجاه المستوطنات (أ ف ب)

من جانبه، غرّد القيادي في «حماس»، موسى أبو مرزوق، على حسابه في موقع «تويتر» أنه «من حقّ الشعب الفلسطيني حرية التنقل داخل وخارج أرضه براً وبحراً كباقي شعوب الأرض، ولن تستطيع أية قوة على الأرض أن تستمر في سجن شعب بأكمله يتوق للحرية والاستقلال والعيش بكرامة». وأضاف أن «حرمان أبناء غزة من حقوقهم الأساسية جرائم في حق الإنسانية فكسر الحصار وزوال الاحتلال أمر حتمي لن نحيد عنه».
إلى ذلك، توقف القصف الإسرائيلي على غزة، وإطلاق الصواريخ من الأخيرة باتجاه المستوطنات، فيما بقي الطيران الحربي يحلق في أجواء القطاع، وسط هدوء حذّر قد لا يكون مرجحاً للتصعيد.


الكويت تطرح «حماية الفلسطينيين» على مجلس الأمن
في محاولة منها لكسب دعم الأوروبيين في التصويت المقرر اليوم، وزعت الكويت نسخة مخففة من مسودة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يتناول طلباً باتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين. ولكن من المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة ضده حق النقص (الفيتو).
بعد مراجعات حثيثة، أسقطت الكويت من مسودة مشروعها لمجلس الأمن الدولي بنداً مباشراً يطالب بإنشاء «بعثة دوليّة لحماية الفلسطينيين». في المقابل، اكتفت بتضمين طلب للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريس، بأن يقدم توصاياته خلال 60 يوماً، لاتخاذ «إجراءات لضمان سلامة وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ومن ضمنها إنشاء بعثة دوليّة».
وتأمل الكويت، ممثلة الدول العربية بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، أن يحصد مشروع قرارها أكبر عدد من أصوات الدول الأعضاء في المجلس لتبدو واشنطن معزولة في ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني.
يُشار إلى أن الكويت تقدمت بمشروعها قبل عشرة أيام، وذلك بعدما استشهد أكثر من مئة فلسطيني، فيما جرح آلاف آخرون برصاص جنود العدو الإسرائيلي خلال تظاهرات «مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار» التي بدأت منذ الـ30 من آذار/ مارس الماضي.
أمّا أبرز المواقف الدولية بشأن القرار فجاءت على الشكل التالي:
رأت كل من فرنسا وبريطانيا اللتين تملكان حق النقض، أن مسودة مشروع القرار «تنقصها تفاصيل حول نطاق وهدف بعثة الحماية».
خلصت الولايات المتحدة عقب عقدها اجتماعين على مستوى الخبراء، الأسبوع الماضي، إلى أن «الإجراء متحيّز ضد إسرائيل».
السفير الإسرائيلي لدى الامم المتحدة، داني دانون، وصف المشروع المقترح بـ«المعيب»، معتبراً أنه قد «صُمم لمساعدة حركة حماس التي تحكم غزة».