وللأسبوع الرابع على التوالي، ينظم الفلسطينيون في غزة فعاليات مسيرة العودة الكبرى تحت اسم «جمعة الأسرى والشهداء». وفيما بدأت الحشود بالتوافد عند السياج الفاصل بين القطاع وبقيّة الأراضي المحتلة عام 1948، عزز جنود العدو الإسرائيلي انتشارهم على طول السياج، بعدما ألقوا بمنشورات تحذيرية باتجاه خيام العودة تهدد الفلسطينيين وتتوعدهم في حال مشاركتهم في الفعاليات
وكان قد توافد آلاف الفلسطينيين، اليوم، نحو مخيمات العودة الخمسة على مقربة من السياج الفاصل، للمشاركة في «جمعة الشهداء والأسرى»، التي تنظم للأسبوع الرابع على التوالي ضمن فعاليات «مسيرة العودة وكسر الحصار» السلمية. وأطلقت التسمية هذه المرة إحياءً ليوم الأسير الفلسطيني الذي يتزامن مع تاريخ الـ17 من نيسان. كذلك، حمل المتظاهرون صوراً لشهداء مسيرة العودة، وصوراً أُخرى للأسرى الفلسطينيين داخل سجون العدو الإسرائيلي، كما علّق منظمو المسيرات صور الأسرى على جدران خيام العودة.
وفي وقت سابق من اليوم، ألقت طائرات عسكرية إسرائيلية منشورات ورقية قرب مخيمات العودة، تحذر فيها المتظاهرين من الاقتراب نحو الشريط. وجاء في المنشور الذي ختم بتوقيع «قيادة الجيش»، «أنتم تشاركون في أعمال العنف والفوضى، حماس تستغلّكم لتنفيذ عمليات إرهابية، جيش الدفاع مجهّز حسب المقتضى، عليكم الامتناع عن استخدام السلاح، ومن تنفيذ أعمال عنف ضد القوات».
وأضاف جيش العدو في منشوره: «عليكم الابتعاد عن العناصر الذين يقومون بأعمال الفوضى والعنف، وسيعمل الجيش ضد كل محاولة للمسّ بأي عتاد أو أي شيء آخر». كما طُبع على الوجه الآخر من المنشور عدة صور وضع عليها الجيش علامة «الحظر»، مثل «صور تشير لإلقاء الحجارة، أو استخدام السلاح، أو إلقاء القنابل».
ضمن هذا الإطار، اعتبر الممثل عن اللجنة العليا للمسيرات، والمتحدث باسم حركة «الجهاد الإسلامي»، داوود شهاب، أن إلقاء المنشورات بمثابة «محاولة مرتعشة ومرتبكة أمام الحقيقة التي يعجز الاحتلال عن مواجهتها». وأضاف في بيان مقتضب، أن التظاهرات الشعبية أثبتت مرة أخرى قدرة الشعب الفلسطيني على إظهار حقه وتعرية الباطل المتمثل في إسرائيل»، موضحاً أن «استمرار المسيرات بطابعها الشعبي، وانتقالها للضفة الغربية والقدس سيجعل المشهد مربكاً في شكل أكثر للمشروع الصهيوني برمّته».
يذكر أن مسيرات العودة بدأت في الـ30 من الشهر الماضي، حيث تزامنت مع ذكرى «يوم الأرض» الفلسطيني. وفي حين من المقرر أن تبلغ ذروة المسيرات تاريخ 15 أيار/ مايو المقبل (موعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس)، ارتقى حتى الآن، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، 35 شهيداً، وحوالى خمسة آلاف جريح.