أصيب أكثر من مئة فلسطيني، حتى هذه اللحظة، خلال إطلاق جنود العدو الرصاص الحي باتجاه الحشود الفلسطينية، التي تشارك في مسيرة العودة الكبرى؛ والتي انطلقت قبل ظهر اليوم من أكثر من منطقة في القطاع، باتجاه الشريط الفاصل بين غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.وللأسبوع الثالث على التوالي، يخوض عشرات الآلاف من المتظاهرين معركة النضال الشعبي ضدّ الاحتلال الإسرائيلي. فعلى رغم سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية، يصّر الفلسطينيون على البقاء في خيم العودة، والاستمرار في المسيرات الأسبوعية، مواجهين قناصة العدو وجنوده بالصدور العارية. اليوم، إذاً، هو جمعة العلم الفلسطيني وحرق العلم الإسرائيلي.

«جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق الإسرائيلي» هي الجمعة الثالثة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى، والتي بدأت في ذكرى «يوم الأرض» وتستمر حتى تاريخ 15 أيار/ مايو المقبل (ذكرى النكبة الفلسطينية). وبعد صلاة الجمعة مباشرةً، ستبدأ المسيرة على طول السياج الفاصل، كما أكّد لـ «الاخبار» عضو اللجنة الإعلامية لمسيرة العودة، طلال أبو ظريفة. وشرح أن سبب تسمية الجمعة بـ«رفع العلم الفلسطيني وحرق الإسرائيلي» نابع من مطلب وطنيّ بإنهاء الانقسام الفلسطيني، حيث يُعتبر العلم جامعاً وطنياً لكل أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه وتياراته السياسية. وأضاف أن رفع العلم إنما «هو خطوة في سياق النضال الشعبي والسلمي ضدّ الاحتلال، والمستمر منذ عقود، لا سيما أنّ أهداف المسيرة الرئيسية هي التأكيد على حقّ العودة والمطالبة بتطبيق القرارات المتعلقة بهذا الشأن، لا سيما القرار 1994»، لافتاً إلى أن حرق العلم الإسرائيلي هو من أجل «التعبير عن رفض الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين».
تتزامن المسيرة مع التصعيد على الجبهة الشمالية والتهديدات بضربه أميركية ضد سوريا


أمّا عن الأعداد المشاركة، فقال أبو ظريفة إنه «يتوقّع أن يبلغ عدد المشاركين عشرات الآلاف، وذلك على رغم كل الأوضاع المأسوية التي يعاني منها أهالي غزة، وعلى رأسها الحصار المستمر منذ عشر سنوات، والانقسام بين حركتي فتح وحماس، إضافة إلى أزمة رواتب الموظفين، وتهديد رئيس السلطة، محمود عباس، باتخاذ إجراءات عقابية ضدّ سكان القطاع». ولفت إلى أنّ «المسيرة تتزامن هذه المرّة مع التصعيد الإسرائيلي في خلال الساعات الـ24 الماضية، لا سيما القصف الذي دمّر نقاط رصد للمقاومة، مخلفاً شهيدين. وكذلك المحاولات الإسرائيلية المستمرة لمنع المتظاهرين السلميين من الوصول إلى السياج الشائك، لكن الفلسطينيين يملكون إرادة وتحدٍ كبيرين، وهو ما ستثبته مسيرة اليوم».



ضمن هذا الإطار، يشرح عضو اللجنة الإعلامية أنه «كانت هناك محاولات لتحريف المسيرة عن فكرتها الأساسية وهي النضالين السلمي والشعبي، فحاول البعض إطلاق اسم جمعة المولوتوف، ولكن اللجنة التنسيقية ارتأت إبقاءها على سلميتها كي لا يكون هناك حجة أمام أحد في هذا العالم كله أن يبرر الممارسات الإسرائيلية بحقّنا».
في الجانب الآخر، لا تزال إسرائيل تنظر بقلق إلى المسيرات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع. وقد ذكرت صحيفة «هآرتس»، نقلاً عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، قولها إنه «لن يُسمح للمتظاهرين بأي شكل من الأشكال الاقتراب من السياج الشائك... ومن المتوقع، في حال حصل ذلك، أن تقصف الطائرات الإسرائيلية مواقع لحماس في أثناء المسيرة»؛ وذلك في إشارة واضحة إلى أن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين العُزَّل سيبقى مستمراً، وهو ما يعني إمكانية سقوط أعداد جديدة من الشهداء والجرحى. مع ذلك، تضيف الصحيفة نفسها، أن الخشية هذه المرة «تأتي بالتزامن مع التصعيد على الجبهة الشمالية، والتهديدات بتوجيه ضربه أميركية ضدّ أهداف في سوريا».
يُذكر أنه منذ بدء مسيرة العودة الكبرى، بلغت أعداد الشهداء 34 شهيداً، وآلاف الجرحى الذين أصيبوا نتيجة إطلاق جيش العدو الرصاص الحيّ، وقنابل الغاز السام من الطائرات المسيّرة. في المقابل، لا تزال إسرائيل تحتجز جثماني شهيدين ارتقيا خلال مسيرة ذكرى «يوم الأرض».