إيران هي الدولة الوحيدة التي تدعو إلى تدمير إسرائيل وإزالتها من الوجود، مقابل تحسن مستمر في علاقات إسرائيل بالدول العربية والعالم الإسلامي. هذه هي خلاصة تقدير وردت، أمس، على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وشملت أيضاً تحريضاً مباشراً على «ضرورة العمل الجماعي» لمكافحة إيران، التي شدّد على أنها «تريد احتلال الشرق الأوسط برمّته»، وما بعده أيضاً.
توصيف نتنياهو وتحريضه وردا في كلمة ألقاها في القدس المحتلة، أمام عدد من الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى إسرائيل، في «مؤتمر الدبلوماسية» الذي تنظمه صحيفة «جيروزاليم بوست». وبحسب نتنياهو، «يوجد حالياً نظام واحد (هو النظام الإيراني) يدعو ويناشد بنحو صريح ولا يحتمل التأويل، إلى تدمير إسرائيل، وهو يختلف في هذه النقطة عن (الأنظمة في) العالم العربي».
وأضاف نتنياهو أن «إيران حالة استثنائية، تشكل تهديداً ليس ضد إسرائيل وحسب، بل تهديداً في وجه العالم بأسره. وإذا استمرت في هذا المسعى من دون عوائق تحول دون أهدافها، فستمتلك ترسانة من مئة قنبلة نووية وأكثر». وأوضح نتنياهو أن إيران «ستمتلك في غضون عشر سنوات القدرة على تخصيب اليورانيوم بكمية كبيرة، وعلى إنتاج ليس قنبلة واحدة، بل مئة قنبلة»، مؤكداً أنه «يجب إيقاف ذلك، ليس بسبب دعوة إيران إلى تدمير إسرائيل فحسب، بل بسبب السعي الإيراني إلى احتلال الشرق الأوسط وما بعده. فهي تطور الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لكي تتمكن من بلوغ أي نقطة على وجه الكرة الأرضية». وقال إن «إيران نظام يصدّر الإرهاب ويطلق الصواريخ باتجاه المملكة العربية السعودية، ويعمل جاهداً على تكوين ممر بري» بين العراق وسوريا ولبنان.
وهذا الممر البري، بحسب نتنياهو، يهدف إلى توسيع النفوذ والحضور الإيراني في المنطقة والجوار الإسرائيلي، إذ إن «إيران تعمل على إقامة إمبراطورية تضم العراق ولبنان وتنتهي بغزة. وفي نهاية المطاف هم معنيون باحتلال الشرق الأوسط بأسره». وفي هذا الإطار، أضاف: «لكن من ناحيتنا لن نسمح لها بالتموضع في سوريا. وسنتخذ كل الإجراءات المطلوبة للتصدي لذلك».
ووجه نتنياهو كلامه إلى الحضور من الدبلوماسيين الأجانب، طالباً منهم المساهمة الفاعلة في مواجهة إيران، وقال: «أتقدم من كل دبلوماسي موجود هنا في هذا المؤتمر، بطلب بسيط: فور انتهاء كلمتي، سارع إلى صوغ برقية إلى وزير خارجيتك، أو إلى رئيسك، أو رئيس وزرائك، ناشده فيها ممارسة المزيد من الضغوط على إيران. اكتبوا عن حقوق الإنسان، وعن حماية حقوق المسيحيين، وكذلك ارفعوا الصوت عالياً لحماية مثليي الجنس في إيران، وكذلك انتهاكات طهران لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالترسانة الصاروخية الإيرانية، ووفق حملة التحريض التي تشنّها للإبادة الجماعية».
وقال نتنياهو إن على دول العالم أن تنضم إلى الأصدقاء الأميركيين لصوغ اتفاقية نووية، تضمن عدم امتلاك إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لإنتاج مئة قنبلة نووية في سنوات معدودة فقط.
وختم نتنياهو كلمته بالتشديد على ضرورة مكافحة إيران التي تدعم «الإرهاب الإسلامي»، فـ«حركة حماس تعتمد على إيران، وكذلك حزب الله يعتمد على إيران، وكل إرهاب في المنطقة مصدره إيران». وأضاف أن «مكافحة إيران تعزّز الاستقرار في المنطقة، وتحافظ على أمن إسرائيل، وأي تلكؤ سيكون خطأً فادحاً».