حذّرت إسرائيل، أمس، لبنان من تبعات وجود القيادي في حركة حماس، صلاح العاروري، على أراضيه. وهدّدت الحكومة اللبنانية بأنها ستكون مسؤولة عن أعماله «العدائية»، التي ينوي تنفيذها ضد إسرائيل، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.
وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أكد أمام المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قبل مغادرتها إسرائيل، أمس، وجود العاروري في لبنان إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس، كانت دولة قطر قد «طردتهم» من أراضيها الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن الثلاثة يخططون لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
وسائل إعلام عبرية نقلت عن ليبرمان قوله، إن العاروري الذي يخطط ورفيقيه أيضاً لتعزيز العلاقة بين حماس وحزب الله، تحت مظلة إيران بمساعدة من الحرس الثوري، يعدّ من ناحية إسرائيل «إرهابياً خطيراً»، وهو كان مسؤولاً عن سلسلة عمليات انطلاقاً من تركيا قبل طرده منها إلى قطر، وعن سلسلة عمليات من قطر قبل طرده منها أخيراً، وهو الآن موجود في لبنان بعد طرده من الإمارة الخليجية، ومن غير المسموح له الاستمرار في أعماله العدائية.
وطالب ليبرمان هايلي بتقديم المساعدة في طرد مسؤولي حماس الثلاثة من الأراضي اللبنانية، ربطاً بالعلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة والسلطات اللبنانية، واللقاءات الدائمة على أعلى المستويات بين الجانبين في بيروت وواشنطن.
وقال «من ناحيتنا، لبنان دولة سيادية ومسؤول عما يحدث في أراضيه، وعن الأنشطة الإرهابية التي تنطلق منه». وأضاف «على هذه الخلفية، من المهم أن تعمل الولايات المتحدة لدى الحكومة اللبنانية على طردهم، ومنعهم من إقامة مقر إرهاب على الأراضي اللبنانية».
صحيفة «يديعوت أحرونوت» أشارت إلى أنّ العاروري، الذي تولى في الماضي ملف الأسرى الفلسطينيين من حركة حماس، كان العقل المدبر في السنوات الأخيرة، انطلاقاً من الأراضي التركية، للعديد من الهجمات ضد الإسرائيليين، وتحديداً في الضفة الغربية. ولفتت إلى أن المؤسسة الأمنية تابعته استخبارياً حتى بعدما أبعد إلى قطر. بحسب الصحيفة، طُرد العاروري وقادة آخرون من دولة قطر، ومن بينهم موسى دودين وهو سجين (أسير) محرر في صفقة شاليط، بعد زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، السعودية، وقبل الأزمة الحالية ومقاطعة عدد من الدول الخليجية للإمارة. إلا أنّ الصحيفة نقلت عن مصادر، وصفتها بالمطلعة، معلومات قالت إنها مغايرة لما ورد على لسان ليبرمان، مشيرة إلى أن العاروري لجأ إلى ماليزيا، رغم أن عدداً آخر من قادة حماس كان قد طردوا من قطر، وصلوا إلى لبنان، ومنهم من وصل أيضاً إلى تركيا.
من جهتها، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أنّ العاروري الذي قضى 16 عاماً في السجون الإسرائيلية وطرد منها لاحقاً، لجأ إلى تركيا ومن ثم إلى قطر، و«هو الآن بحسب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، موجود في لبنان، ويستمر في جهوده لشن عمليات» ضد إسرائيل.