يبدو أن الحديث عن انطلاقة ما باتجاه إنجاز صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله، قد وضع الإسرائيليين أمام استحقاقات حاولوا تجاهلها في السابق، ولم تلق عناية خاصة تستحقّها، كما هي حال الأسير يحيى سكاف، الذي لا تعترف الدولة العبرية بأنه في حوزتها.وكتب المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس ارئيل، أمس أن "المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية قالوا إن هناك حدوداً للابتزاز وإن إسرائيل نجحت في تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط بشكل جذري، إلاّ أنه يتضح أن المفاوضات الشرق أوسطية لديها قوانين صلبة خاصة بها: فقوة الذراع الإسرائيلية التي عايشها اللبنانيون والفلسطينيون لم تقنعهم بإعادة الجنود من دون مقابل، ولكي يعود الجنود الثلاثة غلعاد شاليط وألدار ريغف وأودي غولدفغسر إلى الديار، ستضطر إسرائيل إلى إطلاق سراح مئات الأسرى، رغم أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت أنكر أمس (الاثنين) التقارير حول حصول انطلاقة في الاتصالات، ذلك أنه يسعى وراء نقطة توازن، تسمح له بإعادة الجنود من دون أن يبدو التنازل الإسرائيلي خضوعاً مبالغاً فيه لحماس وحزب الله".
وبحسب ارئيل، فإن "أسماء كيحيى سكاف، الذي لا يعني للجمهور الإسرائيلي شيئاً، قد تؤدي إلى عرقلة أي تقدم على المسار اللبناني من المفاوضات لتبادل أسرى".
يضيف إن "سكاف، المواطن اللبناني، كان من بين 11 مخرباً شاركوا في عملية حافلة الدماء على طريق الساحل في آذار عام 1978 وقتل جراءها 35 إسرائيلياً، وقد قتل في العملية تسعة مخربين لكن شُخّصت ثماني جثث فقط".
مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قالت "إن الإهمال في توثيق الجثث أدى إلى دفن جثة سكاف في مكان غير معروف، والخطأ في معالجة الجثة أتاح لحزب الله ولعائلة المخرب بناء سيناريو خيالي يعتبر فيه سكاف على قيد الحياة ومحتجزاً في أحد السجون السرية في إسرائيل، كما أن الأمين العام لحزب الله وعد في مناسبات عديدة بأنه سيتمكن من إطلاق سراحه". يضيف المراسل إن "الجثة المفقودة هي حالياً إحدى العقبات القائمة أمام إنجاز صفقة يطلق بموجبها الجنود".
وفي إشارة انتقادية لأداء الحكومة الإسرائيلية بما خص مفقوديها في لبنان، قال المراسل إنه «في مقابل ما يظهره حزب الله من تصميم بشأن المفقود اللبناني، تخلت إسرائيل منذ زمن عن المطالبة العلنية بالحصول على معلومات عن مصير المفقودين الإسرائيليين في معركة السلطان يعقوب في حزيران عام 1982، الأمر الذي دفع عائلات الجنود إلى توجيه اتهامات قاسية للجيش الإسرائيلي والمسؤولين الإسرائيليين».
وينهي المراسل تقريره بالقول إن "إتمام صفقة تشتمل على إطلاق سراح كل الأسرى اللبنانيين مقابل الجنديين سيقلص من الفرص القائمة لاستيضاح مصير المفقودين الإسرائيليين في معركة السلطان يعقوب وكذلك مصير الطيار رون أراد".
(الأخبار)