يحيى دبوق
تواصل لجان التحقيق الاسرائيلية الناظرة في إخفاقات الحرب على لبنان، إظهار المزيد من الفضائح ونقاط الخلل التي مُني بها الجيش الاسرائيلي ميدانياً واستخبارياً، وآخر المعلومات تظهر ان «تأخّر نقل المعلومات» تسبّب بكثير من الخسائر في لبنان

نقلت صحيفة «معاريف» أمس عن مصادر في جيش الاحتلال الاسرائيلي قولها انه «صبيحة اليوم الذي أصيبت فيه السفينة ساعر، دار نقاش بين ضباط استخبارات سلاح البحرية، وحذر أحد الضباط بناءً على تحليلات من أن القطع البحرية الموجودة قبالة الساحل اللبناني ستكون عرضة للاستهداف بالصواريخ الايرانية». وأضافت ان «الضابط صاغ وفقاً لهذه المعلومات إنذاراً خطياً، لكن تبين من خلال التحقيقات انه لم يجر تعميمه على المستويات القيادية في سلاح البحرية».
وتظهر التحقيقات ان «الانذار لم يصل الى علم قائد سلاح البحرية وبقي ضمن قاعدة الاستخبارات التابعة للسلاح». وتدّعي المصادر نفسها انه «لو وصل الانذار الى قائد البحرية الجنرال دافيد بن بعشات، لكان من المحتمل ان يصدر أمراً بتشغيل الأنظمة الدفاعية وأنظمة الإنذار المتطورة الموجودة على متن السفينة التي تلقت الاصابة في تلك الليلة».
ويتضح من التحقيقات أيضاً ان «خللاً تقنياً ناتجاً من فشل انضباطي أدى الى تعطيل احدى قطع منظومة الإنذار الموجودة على متن السفينة، المفترض بها ان تشخص التهديدات في محيطها وتحدد رادارات صواريخ العدو». والخلل يتمثل في ان «ضابط الإلكترونيك لم يبلّغ قائد السفينة عن الخلل، وبقيت سفينة حانيت مكشوفة أمام التهديدات من دون تشغيل أنظمتها الدفاعية».
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، من جهتها، تقريراً تناول أوجه من الخلل المسجل في معركة قرية «دبل» الحدودية التي سقط فيها 40 جندياً اسرائيلياً بين قتيل وجريح، إثر تعرّض المبنى الذي وُجد فيه الجنود لقذائف صاروخية أطلقها مقاتلو حزب الله، مشيرةً الى ان «الجنود سقطوا نتيجة إخفاق استخباري وخلل في نقل المعلومات».
وتشير التحقيقات الاسرائيلية الى ان استخبارات الميدان أرسلت تحذيراً موضعياً مبنياً على معلومات تلقّتها من مصدر تفيد أن الجنود في «دبل» مكشوفون أمام مقاتلي حزب الله وانهم يستعدون لإطلاق القذائف الصاروخية على «مبنى الموت» الذي يوجد فيه الجنود. وبالفعل أطلق حزب الله صاروخين على المبنى المذكور وقتل 9 جنود وأصاب 31.
وتنقل الصحيفة نفسها عن مصادر عسكرية قولها ان هناك عملية تراشق للمسؤولية بين الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية، إذ تدّعي الاستخبارات انها أرسلت التحذير قبل وقت كاف الى قيادة المنطقة المفترض بها إنذار الجنود في «دبل»، لكن الاخيرة تدعي انه لم يصل إليها الإنذار إلا بعد فوات الأوان وبعد وقوع الهجوم على المبنى. وقال أحد الضباط الرفيعي المستوى في غرفة العمليات ان «الإنذار وصل بعد دقائق معدودة من التقارير التي أشارت إلى إطلاق القذيفة الصاروخية في اتجاه المبنى».
ويرد في التحقيقات ان سريتين عسكريتين من الاحتياط يبلغ تعدادها 110 جنود جرى إدخالهم الى أحد مباني القرية، وتمركزوا في الطبقة العلوية منه، الا انه نتيجة الازدحام نزلت سرية من السريتين الى الطبقة السفلية التي كانت معرضةً للهجوم لموقع المبنى المنعزل.
وتظهر التحقيقات أيضاً ان مقتل الجنود في «دبل» مردّه الى ان الكتيبة لم تلتزم الجدول الزمني الموضوع لها ولم تصل الى القرية في الوقت المحدد، وبالتالي لم تصل الى المباني التي حُدِّدت مسبقاً، إضافة الى ان أصل الخطة الموضوعة كان يعاني خللاً، ذلك ان لواءً كاملاً من 900 جندي مقسماً الى ثلاث كتائب تحرك ليلاً واختلط جنود الكتائب والسرايا بعضهم ببعض.