صدّق أعضاء مركز حزب «الليكود»، بأغلبية كبيرة، الليلة الماضية، على اقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلية، ورئيس الحزب، بنيامين نتنياهو، تقديم موعد الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب إلى شباط المقبل. وانتخب، أيضاً، وزير الرفاه الاجتماعي، حاييم كاتس، رئيساً للمركز خلفاً لداني دانون، الذي عُين سفيراً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.
ونقلت الصحف العبرية أن «مركز حزب الليكود انتخب الوزير حاييم كاتس رئيساً له»، وصدّق على طلب نتنياهو بـ«تبكير موعد الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب». ومن المتوقع أن يُعزّز نتنياهو مكانته كرئيسٍ للحزب في الانتخابات المقبلة، في ظل غياب مرشحين منافسين، ما يعني منافسته على منصب رئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة، أيضاً.
وقال مسؤول رفيع في «الليكود» لصحيفة «هآرتس»، إن «فوز كاتس برئاسة مركز الليكود، الذي يعتبر مركز القوة الأكبر في الحزب، يُعَدّ انتصاراً لنتنياهو طالما اتفقت مصالحه مع مصالح كاتس».
وبرغم أنّه كان يفضّل انتخاب حليفه، تساحي هنغبي، لهذا المنصب، فإنه لم يعلن رسمياً دعمه لأي من المرشحين الأربعة. ولكن إن اختلف نتنياهو وكاتس، وهذا متوقع، فسيبحث الأوّل عن مناورات سياسية ملموسة، لإمرار القرارات.
وبّرر نتنياهو خطوته، بتقديم موعد الانتخابات الداخلية، قائلاً: «علينا أن نكون مستعدين لأي طارئ، وإذا تقرر في مرحلة ما، تبكير موعد الانتخابات البرلمانية فسنكون جاهزين»، مضيفاً: «علينا ألّا ننسى أن ائتلافنا يضم 61 نائباً فقط».
وحظي موقف نتنياهو بتأييد غالبية وزراء «الليكود»، بينما رأت قلّة منهم فقط أنّه يسعى من خلال هذه الخطوة إلى منع المنافسين المحتملين من الاستعداد للانتخابات الداخلية، كالوزير السابق غدعون ساعر، أو إلى ترسيخ مكانته قبل أن يؤثر التحقيق في مسألة سلوكياته وأسرته في مقر الإقامة الرئيسي في القدس، على شعبيته.


في غضون ذلك، تتزايد التكهنات بأن نتنياهو سيعين إرييه درعي، وزيراً للداخلية، خلفاً لسيلفان شالوم، رغم أن «المحكمة العليا»، كانت قد أمرت، في وقتٍ سابق، بمنعه من مواصلة شغل منصبه، إثر إدانته بتلقي رشىً مالية وسجنه.
وأكّدت مصادر في حزب «شاس»، أمس، لـ«هآرتس»، أن درعي يريد هذا المنصب. كذلك سبق أن لمّح نتنياهو لوزراء حزبه، بعد استقالة شالوم، إلى نيته تسليم حقيبة الداخلية لحزب «شاس». لكن مكتب درعي، وديوان رئيس الحكومة، نتنياهو، نفيا، أمس، أن يكون هذا الموضوع «قيد البحث» حالياً، أو أن هناك قراراً بهذا الشأن.

بالتوازي، أشارت «هآرتس» إلى أن العام الجاري 2015، شهد ارتفاعاً كبيراً في عدد المهاجرين إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفييتي، السابق. فقد وصل عددهم إلى 15 ألف مهاجر، وهو أعلى رقم يُسجَّل للمهاجرين من هذه الدول خلال العقد الأخير. ويشكّل المهاجرون، من هناك، نسبة 50% من المهاجرين إلى إسرائيل في هذا العام.
وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً تدريجياً في عدد المهاجرين من هذه الدول، بعد تراجع متواصل منذ الهجرة المكثفة، مطلع سنوات الألفين. وبالمقارنة، هاجر إلى إسرائيل 5847 مهاجراً، من هذه في 2008، فيما وصل العدد إلى 12328 مهاجراً في 2014.
ووفق رئيس «وحدة اليهود الناطقين بالروسية»، في «الوكالة اليهودية»، رومان بولونسكي، فإن «الزيادة الكبيرة في عدد المهاجرين الروس مردّها الأوضاع الاقتصادية في روسيا»، التي تسبب أيضاً تحركات في الدول المجاورة لها. ويضيف بولونسكي أن «التضخم والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا، تؤثّر في الناس في روسيا، وبلروسيا ومولدوفا، وتجعلهم يبحثون عن مستقبل في مكان آخر، والوصول إلى إسرائيل».
ورأى أن الأوضاع الأمنية هناك، شكّلت عاملاً رئيسياً في ارتفاع الهجرة بين عامي 2013 و2014، وهي مسألة متواصلة حتى اليوم، مستدلّاً من معطيات 2015، أن «45% من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي، السابق، جاؤوا من أوكرانيا».
وعموما، فقد طرأ ارتفاعٌ بنسبة 10% على عدد المهاجرين إلى إسرائيل، من مختلف أنحاء العالم. ووصل عدد المهاجرين في 2014 إلى 27500 مهاجر. وبلغت، هذه السنة، نسبة المهاجرين من فرنسا رقماً قياسياً غير مسبوق. كذلك بلغ عدد المهاجرين من هناك 7900 مهاجر، مقابل 7200 في عام 2014. ولوحظ أن نحو 50% من مجمل المهاجرين في 2015، هم شبان حتى سن 30.