أعلنت تركيا، أمس، أنه يمكن تطوير محاثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا لتتحول، إذا ما أحرز تقدم، إلى لقاءات مباشرة، معربة عن تخوفها من المعارضة التي تواجهها هذه المحادثات داخل إسرائيل، فيما رأت طهران أن المفاوضات «صوريّة وحكيمة».وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان، في مؤتمر صحافي في بروكسل، «تتكوّن الآن قاعدة مشتركة وتعد هذه القاعدة المشتركة مرضية للطرفين». وأضاف «إذا ما تحققت في هذه المحادثات تطورات مهمة وملموسة فسيكون ممكناً بمرور الوقت عقد اجتماع مباشر بين الطرفين»، لكنه شدد على «أننا في بداية هذه العملية وأنها لن تكون عملية سهلة».
من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن جولة المحادثات غير المباشرة في إسطنبول انتهت بشكل إيجابي. ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن أردوغان قوله إنه قلق من وجود معارضة للعملية السلمية في داخل إسرائيل ومن مشاكل قد تواجهها إسرائيل على هذا الصعيد.
وأكد رئيس الوزراء التركي الرواية التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن بداية الوساطة التركية بين الجانبين، وقال إن «أولمرت نفسه أثار الموضوع وقال لي إن لي علاقات جيدة ببشار الأسد، وإنه مستعد للتحاور معه إذا توسطت أنا، وفي وقت لاحق قال لي بشار إنه يرحب بوساطة تركية».
بدوره، قال وزير الدفاع الإيراني العميد مصطفى محمد نجار، خلال توديعه نظيره السوري حسن توركماني في مطار طهران، «إن المحادثات التي أجرتها سوريا مع الكيان الصهيوني صورية وفي الوقت نفسه حكيمة». ووصف اقتراح إسرائيل بإعادة مرتفعات الجولان إلى دمشق بأنه تكتيك إعلامي، قائلاً «إن هذا الكيان يمر بأسوأ الظروف حيث بقي وحده على الصعيد الدولي ويحتاج إلى تكتيك إعلامي ذي طابع دولي لكي يستطيع الخروج من مأزقه».
وحذر وزير الدفاع الإيراني من «أن يفكر أحد بخلق عوائق في العلاقات بين إيران وسوريا»، قائلاً إن «كل التوقعات الأميركية والصهيونية أدت إلى نتائج عكسية في المنطقة، بحيث كانوا يتصورون أن الموعد قد حان للفصل بين البلدين لكن الأحداث الجديدة في المنطقة أكدت أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم».
أما توركماني فقال «إن وسائل الإعلام تثير مواضيع بشأن وضع شروط للسلام بين سوريا وإسرائيل فيما لا توجد أي شروط بهذا الشأن». وأضاف أن «سوريا هي العمق الاستراتيجي لإيران نظراً لمكانتها الجغرافية والجيوسياسية».
إسرائيليّاً، رأى وزير البنى التحتية الإسرائيلي، بنيامين بن اليعازر، أن السلام بين سوريا وإسرائيل سيقلب الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط. وقال للإذاعة الاسرائيلية العامة إن «السلام مع سوريا سيقلب الوضع الاستراتيجي في الشرق الاوسط لأنه سيعزل إيران ويسكت حزب الله». وأضاف «نتحدث عن سلام حقيقي، عن نهاية حالة الحرب، عن فتح الحدود، وإسرائيل مستعدة لدفع الثمن من أجل سلام كهذا وتعايش مع سوريا». وتابع أنه سيتوجه الى الجولان «لتلبية احتياجات السكان المحليين خصوصاً في مجال الكهرباء والأشغال العامة والتنمية».
إلى ذلك، نفى سفير أردني سابق في دمشق أنباء تحدثت عن أن سوريا طلبت من الأردن أن يقوم بدور الوسيط مع إسرائيل بدلاً من تركيا. وقال هاشم الشبول «نسبت إليّ تصريحات مفادها أن السوريين طلبوا مني عندما كنت سفيراً في دمشق، أن أنقل رغبتهم للمسؤولين الأردنيين بأن يقوم الأردن بدور الوسيط مع إسرائيل بدلاً من تركيا.. هذا الكلام غير صحيح».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)