strong>رجحت مصادر إسرائيلية أن تُنفذ عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل في الفترة الواقعة بين الخامس عشر والسابع عشر من الجاري، وسط ازدياد نسبة التأييد في الجمهور الإسرائيلي لها، في وقت أعربت فيه السلطة الفلسطينية خشيتها من تداعيات صفقات التبادل عموماً على شعبيتها في الشارع الفلسطيني.
محمد بدير
أعربت مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية أمس عن تقديرها أن عملية تبادل الأسرى بين تل أبيب وحزب الله ستخرج إلى حيز التنفيذ قبل السابع عشر من الجاري، وهو الموعد المحدد للتحقيق المضاد مع موشيه تالنسكي، الشاهد الرئيسي في قضية الفساد الأخيرة ضد رئيس الوزراء إيهود أولمرت.
وذكرت صحيفة «معاريف»، نقلاً عن المصادر نفسها، أن التبادل سيحصل منتصف الأسبوع المقبل، في أعقاب عودة أولمرت من باريس، حيث سيحضر مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط بين الثالث عشر والخامس عشر من تموز. ووفقاً لهذه التقديرات، ستكون الفترة المتاحة لتنفيذ العملية بين الخامس عشر والسابع عشر من الجاري.
وأشارت «معاريف» إلى أن المسؤول الإسرائيلي عن ملف التبادل، عوفر ديكل، أبلغ الوسيط الدولي، الألماني غيرهارد كونراد، إمكان التقدم إلى المرحلة التالية من العملية، وهي تسلم تل أبيب التقرير الذي أعده حزب الله عن مصير ملاح الجو الإسرائيلي المفقود، رون أراد. ورجحت الصحيفة أن يصل التقرير إلى تل أبيب في غضون أيام، لافتة إلى أن إسرائيل تتوقع أن تجد فيه إجابات عن سؤالين رئيسيين: الأول، لماذا توصل الحزب عام 2004 إلى استنتاج أن أراد ليس على قيد الحياة؟ والثاني، لماذا لم ينجح الحزب في تقديم أي دليل علمي على استنتاجه، كفحوص الحمض النووي على سبيل المثال؟
وأظهر استطلاع إسرائيلي للرأي نشر أمس أن 60 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، رغم ترجيح التقديرات لاحتمال وفاة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين اللذين ستشملهما الصفقة. وكانت نسبة التأييد للصفقة نفسها لم تتجاوز 38 في المئة الشهر الماضي.
من جهة أخرى، أعرب مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية، لصحيفة «معاريف»، عن قلقهم من تداعيات عملية التبادل المرتقبة مع حزب الله، والصفقة التي يجري التفاوض بشأنها مع حركة «حماس»، على وضع السلطة ومستقبل المفاوضات بينها وبين إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء قوله معاتباً: «إن إسرائيل تثبت مجدداً أنها لا تفهم سوى لغة القوة. لقد قاتلكم حزب الله واختطف جنوداً، وهو يحصل بعد ذلك على كل مطالبه. (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله ينزل إسرائيل على ركبتيها في كل مرة من جديد، وأنتم كيف تردون؟ تنزلون أبو مازن على ركبتيه. من يفاوضكم ويندد بطريق الإرهاب يتعين عليه أن يستجدي تحرير السجناء. بهذه الوتيرة، لن يكون لديكم قريباً من يمكنكم التفاوض معه».
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حذر أولمرت في محادثات مغلقة من أن إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين من ذوي «الدم على الأيدي» في إطار صفقة جلعاد شاليط سيكون بمثابة شهادة وفاة للسلطة الفلسطينية.
في غضون ذلك، قرر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تشكيل طاقم خاص لبلورة توصيات تحدد مبادئ وقيود صفقات التبادل المستقبلية التي قد تضطر إسرائيل إلى إبرامها مع جهات معادية.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن باراك توجه أخيراً بهذا الخصوص إلى رئيس المحكمة العليا الأسبق، القاضي المتقاعد مائير شمغار، وإلى البروفسور أسا كاشير، الذي وضع «الكتاب الأخلاقي» للجيش الإسرائيلي، وإلى المدير العام لوزارة الدفاع السابق، اللواء في الاحتياط عاموس يارون، ووافق الثلاثة على تشكيل الطاقم.
وأوضحت مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن توصيات هذا الطاقم لن تكون سارية المفعول على صفقتي تبادل الأسرى مع حزب الله، التي أقرتها حكومة إسرائيل الأسبوع الماضي، ومع «حماس».