يحيى دبوقنشطت إسرائيل أمس في «عرض عضلاتها» والقدرات التي تتمتع بها لمواجهة أي تهديد عسكري يمكن أن يعترضها، في ردٍ، كما يبدو، على المناورات الإيرانية والمخاطر الصاروخية التي تكثف الحديث عنها في الآونة الأخيرة.
ونشرت صحيفة «معاريف» أمس تقريراً عن صاروخ «يريحو» الإسرائيلي، الذي طوّرته الدولة العبرية بالتعاون مع فرنسا في منتصف الستينيات من القرن الماضي، مشيرة إلى أنه قادر على حمل رؤوس نووية متفجرة والوصول إلى مسافات بعيدة جداً.
وقالت الصحيفة إن «الجيل الثالث من الصاروخ، الذي واصلت إسرائيل تطويره بعد القطيعة مع فرنسا نهاية الستينيات، يصل مداه إلى ما بين 4500 إلى 7000 كيلومتر، ويعمل على ثلاث مراحل ويحمل رأساً متفجراً بوزن 1300 كيلوغرام»، مشددة على أنه «صاروخ عابر للقارات وقادر على إصابة أي دولة عربية، ويغطي مداه كل منطقة أفريقيا، وأوروبا ومعظم آسيا».
من جهته، قال ضابط رفيع المستوى في سلاح الجو الإسرائيلي إنه «في حال إطلاق صواريخ مكثفة باتجاه إسرائيل، فإن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي قادرة على اعتراض عشرات الأهداف في وقت واحد»، مشيراً إلى أنه «من الممكن مواجهة وضع كهذا بفضل الأقمار الاصطناعية القادرة على إعطاء إنذار مبكر لإطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل».
وعرض التلفزيون الإسرائيلي، بدوره، أول من أمس، مشاهد عن مناورة أجراها الدفاع الجوي الإسرائيلي محاكاة لاعتراض صواريخ إيرانية أطلقت على إسرائيل، مشيراً إلى أن «الجيش الإسرائيلي أجرى مناورات أخيراً رداً على مناورات الإيرانيين وصواريخ شهاب 3». وشدد معدّ التقرير على أن «الجيش الإسرائيلي أدخل إلى الخدمة بطارية جديدة من صواريخ حيتس القادرة على اعتراض الصواريخ، وقد شاركت في المناورة الكبرى الأخيرة، وكشفت جانباً من قدرات إسرائيل الدفاعية».
وقال ضابط في الدفاع الجوي الإسرائيلي إن إسرائيل «ترصد دائماً الطرف الآخر وتستعد لمواجهة تهديداته، ونحن نبذل الجهود عبر الاستخبارات ونراقب بمساعدة منظوماتنا الطرف الآخر»، مشيراً إلى أنه «في ظل تزايد التهديد، فإن الدفاع الجوي سينشر قريباً بطارية صواريخ إضافية، هي الثالثة من نوعها، لمواجهة نوعية وكمية الصواريخ الإيرانية والسورية، التي تتعاظم».
وعرضت شاشات التلفزة الإسرائيلية أول من أمس مشاهد نادرة عن غرفة تشغيل منظومة «حيتس»، التي قالت إنها موجودة في قاعدة عسكرية وسط إسرائيل. وأشارت التقارير إلى أن «الغرفة قادرة على التحكم ببطاريات حيتس المنتشرة في أنحاء إسرائيل، وهي مستعدة في أي لحظة لاعتراض صواريخ أرض ـــــ أرض، قد تطلق من لبنان أو سوريا أو إيران»، علماً بأن قائد قوات الدفاع الجوي الإسرائيلي، العميد داني ميلو، شدد على أن «النموذج الجديد من صواريخ حيتس 3، والمخصص لاعتراض صواريخ من خارج الغلاف الجوي ، من المفترض أن تنجز خلال السنوات الخمس المقبلة».
وأشارت تقارير إسرائيلية أمس إلى موافقة وكالة الدفاع ضد الصواريخ في البنتاغون على مواصلة الدعم الأميركي لإسرائيل من أجل تطوير جيل جديد من «حيتس 3». ويتوقع أن تصل كلفة مشروع التطوير، الذي سيستغرق نحو ثلاث سنوات، إلى 700 ـــ 800 مليون دولار.
وأضافت التقارير أن الجانب الأميركي، ممثلاً برئيس الوكالة الجنرال تري أوبرينغ، وافق أيضاً على السماح لإسرائيل باستخدام تقنية صواريخ «سام 3 ستاندرد»، الذي تستخدمه البحرية الأميركية، في حال اصطدام عملية التطوير الإسرائيلية بمصاعب وعقبات. ورأى معلقون إسرائيليون أن هذا القرار إنجاز للأجهزة الأمنية والصناعات المحلية الإسرائيلية.
وفي السياق، عرض الدفاع الجوي الإسرائيلي منظومات مضادة للصواريخ من نوع «مقلاع داوود» و«القبة الحديدية»، المفترض أن تؤمن رداً على تهديد الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، الموجودة في حوزة حزب الله والمقاومة الفلسطينية.
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أنه وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن منظومة اعتراض الصواريخ القصيرة المدى، ستكون جاهزة للعمل بداية عام 2010، مشيرة إلى أن « شركة رفائيل للصناعات العسكرية تعمل على تطويرها»، ومشددة على أنها «اجتازت في الأشهر الأخيرة سلسلة من التجارب، اعتبرت ناجحة».
وأعادت الصحيفة، في سياق الرسائل الإسرائيلية نفسها، التذكير بمنظومة «تسلاف» الإسرائيلية التي «طوّرتها ثلاث شركات إسرائيلية لصناعة السلاح، والتي يمكنها تشخيص حيّ للهدف عن بعد مئات الكيلومترات عن إسرائيل، سواء كان الهدف يتعلق بطائرة أو بصاروخ». ونقلت الصحيفة عن مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي قولها إن «المسألة تتعلق بمنظومة خاصة يستخدمها الجيش الإسرائيلي فقط، إذ إن منظومات الباتريوت الأخرى، المنتشرة حول العالم، ليست مجهّزة بها». ووفقاً لكلام ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، فإن «إسرائيل نشرت المنظومة قبل حوالى الشهر، وسيتم نشر المزيد منها قريباً».