يحيى دبوقذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن «إيران تمكنت من بناء قاعدة عسكرية بحرية بالقرب من ميناء عصب الإريتري، في قطاع صحراوي منعزل في (شمال) إرتيريا، بالقرب من الحدود مع جيبوتي»، مضيفة ان طهران «نقلت الى القاعدة بواسطة السفن والغواصات، جنوداً ومعدات عسكرية وصواريخ باليستية بعيدة المدى»، ومشيرة الى أن «الإيرانيين يستخدمون طائرات صغيرة من دون طيار، لحماية القاعدة».
وأضافت الصحيفة ان «العلاقات بين إيران ودول القرن الافريقي، تثير الخشية لدى الغرب عموماً، ولدى إسرائيل خصوصاً، إذ يستطيع الإيرانيون أن يستخدموا الميناء الإريتري (والقاعدة الايرانية) لتهريب السلاح لحركة حماس وحزب الله، كما باستطاعتهم أيضاً إغلاق المضائق في حال حصول طارئ، وشل حركة التجارة الدولية والتشويش على النشاط البحري الاسرائيلي»، مشيرة الى «ن «القاعدة (الايرانية) قريبة من مضيق باب المندب في مدخل البحر الاحمر، حيث تمر مسارات التجارة الدولية، ونحو أربعين في المئة من النفط العالمي، في ناقلات تصل من الخليج».
وقالت الصحيفة إن «إسرائيل تخشى من أن تنصب إيران في القاعدة منظومة لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، تمكّن الايرانيين من إصابة الاراضي الاسرائيلية، الامر الذي يدفع الدولة العبرية الى توجيه منظومة الدفاع ضد الصواريخ باتجاه القرن الأفريقي أيضاً»، مشيرة الى أن «المسافة بين (ميناء) عصب وإسرائيل تقرب من 2.300 كيلومتر، وهو مدى الصواريخ التي تطورها إيران».
وبحسب الصحيفة، فإن «التعاون بين إيران وإريتريا هو نتيجة صرفة لتقاطع المصالح بينهما، إذ إن النظام الاريتري يدير حرباً ضروساً ووحشية ضد إثيوبيا، أدت الى أزمة اقتصادية حادة والى فقر الإريتريين»، مشيرة الى أن الرئيس الإريتري «اسياس أفورقي توجه الى طهران في نهاية عام 2006، وطالب بتطوير العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الايرانيين، وحصل على مساعدات اقتصادية ونفط، واتفق معهم على ترميم مصفاة النفط الروسية القديمة، بالقرب من ميناء عصب. وبحسب الاتفاق، تُمنح إيران سيطرة كاملة على المصفاة، الأمر الذي سهل عليها إقامة قاعدة عسكرية بحرية بجوارها». الى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» امس أن إيران تنوي استكمال بناء «المستشفى الاسرائيلي»، الذي كانت الدولة العبرية قد باشرت في تشييده في نواكشوط قبل طلب السلطات الموريتانية من السفير الاسرائيلي مغادرة أراضيها، مشيرة الى أن «طهران تحاول الاستيلاء على الرمز الاساسي للعلاقات بين إسرائيل وموريتانيا». وأوضحت أن «تقارير وصلت الى إسرائيل، تشير الى أن الايرانيين دفعوا الى الموريتانيين عشرة ملايين دولار، من أجل طرد السفير الاسرائيلي».