لا تزال بلدية الاحتلال في القدس ماضية في تنفيذ مخطّطاتها لهدم المنازل العربية، فيما يعمل اليمينيون على تعزيز الاستيطان في القدس المحتلة
فراس خطيب
تمضي الحكومة الإسرائيلية اليمينية نحو «تعزيز مكانة القدس» من دون الاكتراث لكونها محتلة. فقد أقرّت لجنة الوزراء في الحكومة أمس، منح «أولوية قومية أ» للقدس في مجال الإسكان والعمل والتعليم، أي منحها القانون أولوية للبناء في شرق القدس المحتلة وتعزيز الاستيطان.
وتظهر نيات القانون جليةً من خلال مقدم الاقتراح، وهو عضو الكنيست اليميني المتطرف أوروي أرييل. ومن المتوقع أن ينقل القانون قريباً إلى الكنيست للقراءة التمهيدية.
وقال أرييل إن الأمر سيؤدي إلى «تغيير الميزان الديموغرافي»، مضيفاً: «آمل أنه في حال الموافقة على القانون في الكنيست، فإن الأمر سيؤدي إلى ارتقاء جديد لعاصمة إسرائيل».
في المقابل، لا تزال بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة ماضية نحو تنفيذ مخططاتها لهدم مئات المنازل العربية، وعدم منح الفلسطينيين المقدسيين تراخيص بناء، فيما بناء المستوطنات ماض ولم يتوقف ذات يوم منذ احتلال المدينة عام 1967.
ورغم المعارضة للمخططات الإسرائيلية في القدس المحتلة، يعمل رئيس البلدية اليميني، نير بركات، على تسريع هدم البيوت في منطقة البستان في حيّ سلوان المقدسي، الحي الذي يتعرض لأشرس حملة تهويد.
وكانت البلدية قد أقرّت هدم أكثر من 20 بيتاً في الحيّ، لم تنفذ حتى الآن. ورغم تقديم الأهالي قدّموا مقترحات بديلة وخطط تتجاوز الهدم، يبدو أن البلدية مصمّمة على قرارات الهدم.
ووُزِّع جزء منها أمس، ما أدى إلى مواجهات بين أهالي الحي وحرس الحدود، لتندرج هذه المواجهات ضمن مسلسل المواجهات غير المتوقف بين الأهالي وقوات الاحتلال في الآونة الأخيرة مع استشراس المخططات.
من جهته، قال عضو لجنة الدفاع عن سلوان في القدس المحتلة، فخري أبو دياب، إن «مفتشي بلدية القدس الإسرائيلية، معززين بقوات من الشرطة وحرس الحدود، وزعوا أوامر هدم (بيوت) في حي البستان الذي تنوي البلدية هدمه وإقامة حديقة أثرية توراتية تسميها حديقة الملك داوود».
وتابع أبو دياب: «وزعت البلدية على ستة تجمعات سكانية يعيش فيها نحو مئة شخص أوامر هدم، وصورت المنازل وحاصرتها وصعد أفراد الشرطة إلى أسطحها»، قائلاً: «عند وصول المفتشين إلى الحارة الوسطى في حي سلوان، اندلعت المواجهات بين شبان فلسطينيين رشقوا الشرطة بالحجارة، واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للغاز وقنابل صوتية، فانسحب مفتشو البلدية». بعدها كثفت الشرطة وجودها وأقامت الحواجز والمتاريس على مداخل الحي.
وكانت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس قد وافقت على خطط بناء حديقة أثرية يهودية جديدة، وهو ما يتطلب هدم 22 منزلاً عربياً في حي البستان.