برج البراجنة ــ نادية خير
الحمد لك يا رب على موسم الحجّ المبارك هذا، وعلى نعمك الكثيرة التي أنعمت بها على سكان المخيم هذا العام. فسبحانك، تمكّن عدد كبير من الجيران من الحجّ للسنة الثانية على التوالي وهم(ن) على يقين من أنهم سيحجّون مرّات أخرى، إما عن روح آبائهم(ن) أو أمهاتهم(ن) أو أزواجهم(ن)، أو ما ملكت أيمانهم، رغم الأوضاع الاقتصادية الزفت التي يشكون منها طوال الوقت.
وسبحانك، أبناء الأحياء الذين أنعمت على بعضهم(ن) بزيارة قبلتك الثانية بعد القدس لإتمام أركانك الخمسة اقتنعوا أخيراً بطلاء الجدران وتزيينها، برغم استماتة بعض الشباب المتطوعين(ات) الذين لا حول لهم ولا قوة، للقيام بمشروع جمع تبرّعات من أجل تجميل أزقتهم، عاملين بمبدأي: أنك يا رب جميل تحبّ الجمال، وأن النظافة من الإيمان.
الحمد لك يا رب، أن هديت ذريّتهم الى عدم إطلاق النار من كلاشناتهم إحتفاءً بعودتهم(ن)، ولك الحمد إذ عفوت عنا فلم تجعلنا يين من يقضون نحبهم بطلقة طائشة من كلاشناتهم تلك.
الحمد لك يا رب، أن جعلتهم يكتفون هذه المرّة بإطلاق الأسهم النارية فقط نحو السماء.
اللهم لا تؤاخذهم إن نسوا أو تناسوا أن لسمائك حرمات وأنها أمانة في أعناقهم وأنه لا ينقصها تلوّث إضافيّ باسمك.
الحمد لك يا رب، إذ لطفت بجيراني وبعثت لهم سارقاً (ابن حلال) ردّ لهم أوراقاً في غاية الأهمية بعد أن سرق 4000 دولار، عبارة عن مقدّم لمهر ابنتهم التي لم تتزوج بعد، ليكونوا عبرة لأولي الألباب للتوقف عن مقايضة بناتهن قبل الزواج.
الحمد لك يا رب، أن أبقيت على روح الدعابة والتسامح في قلوب البعض وجعلتهم يرحّبون بالعائدين من قبلتك الثانية بعد القدس بالجملة الإيرانية الشهيرة «خوش آمديد»، لتذكرنا بأنك خلقتنا شعوباً وقبائل لنتعارف لا لنتباغض ونتقاتل.
الحمد لك يا رب، أن أبقيت على صورة حنظلة غير العابئ بشيء سوى أنه «ما في كهربا» ـــــ كما تقول العبارة المنسوبة له، لتفتح شهيتي على الابتسام في كل صباح، وأنا في طريقي إلى الجامعة أو العمل، حتّى لتلك الجارة البومة، وجعلتها لي صدقة، فكما قال نبيك محمد «التبسّم في وجه أخيك صدقة».
اللهم إني أسألك أنا العبدة الفقيرة الراجية خلاصك، أن ترسل لهؤلاء ولجميع المسلمين(ات) من الحجاج البالغ عددهم هذه السنة بحسب ما أعلنته مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية نحو مليونين وسبعمائة وتسعين ألف حاج(ة) من مختلف أصقاع الأرض، ملائكة في نومهم تخبرهم أن حجّهم ناقص بلا عودة القدس، قبلتك الأولى. وأنهم، إن بقيت قبلتك الأولى القدس منسيّة تحت احتلال مسعور، فلا حجّهم مبرور ولا سعيهم مشكور.