«المدعوس المفعوس»
نشر في صحيفتكم أول من أمس مقال للأستاذ إبراهيم الأمين بعنوان «برنامج المجلس الوطني: نسخة سوريّة عن 14 آذار». يؤسفني أن تكون متحيزاً تماماً في مقالك. أنا لست من عشاق المجلس الوطني، وما ذكرته من ملاحظات سردت أنا أكثر منها لحظة صدور البيان، لكن أن تنجرف لتتهم المعارضة كلها بأنها نسخة من 14 آذار، ظاناً أنك تسجل بهذا سبقاً، فأنت لا تساهم إلا في إيذاء قضيتنا كوطنيين يساريين ديموقراطيين. كل ما ذكرته عن مآخذ قد يكون صحيحاً، لكن أريد أن أسألك ببساطة عمّا إذا كان النظام القابع طوال نصف قرن قد فعل أي شيء آخر باستثناء ما تتهم به المعارضة بأنها ( تنوي) القيام به. طبعاً، بالإضافة إلى تضييع الأرض والمال والعرض. أنت ضد التدخل الخارجي؟ ما رأيك بالتدخل الروسي للحفاظ على النظام؟ نحن جزء من معركة عالمية. أي نعم، لكن لماذا لا يمكن أن نُسهم نحن المواطنين في هذه المعركة إلا من موقع «المدعوس المفعوس» المنهك عرضه وكرامته ومنهوب ماله ومستباحة حقوقه لمصلحة القائد الأعلى لجيش الأخيار؟ نعم، هناك معركة بين النظام والمعارضة، وهناك اشتباك داخل المعارضة على الخيارات الاستراتيجية. فلا تكونوا سنداً لمن يحاول المساواة بين الوطنية والاستبداد.
د. عاصف ناصر

■ ■ ■

تصبحون على وطن

هذا ليس مشهداً مسرحياً، لكنه مشهد من واقع المواطن اللبناني. المكان شارع بلِس. الزمان الساعة الثانية صباحاً.
سكون الليل يلف المدينة... لكن فجأة تشعر بأنك في ساحة حرب. صفارات إنذار... صراخ على الميكروفون ينادي أهالي الحي للنزول وإبعاد سياراتهم وركنها بعيداً فوراً تحت طائلة المسؤولية... أية مسؤولية؟ تجاه من؟ كل ما نعرفه أن السبب هو... الماراتون.
ويكتظ الشارع بالرجال في ثياب النوم، مذهولين، على وجوههم علامات استفهام وتعجب، وكل علامات الغضب. نزلوا إلى الشارع لإيجاد مكان آخر، ربما في منطقة بعيدة لركن السيارة؛ فالوطن يريد أن «يركض».
لبنان في زمن الجرائم وزمن قتل ميريام الأشقر، يهتم رجال الأمن بإيقاظ الناس لإبعاد سياراتهم من أجل الماراتون الذي أصبحت تحضيراته غير حضارية....
كلمة واحدة تقال: تصبحون على وطن.
هبة الخطيب