أرواحنا والدولارات
منذ نحو ثلاثة أشهر، بدأنا محاولة لفت الانتباه إلى ما يحدث هنا في ساحل العاج من وضع خطير ينذر بكارثة. طالبنا بخفض أسعار التذاكر في مرحلة أولية لكي تستطيع الجالية اللبنانية قدر الإمكان مغادرة البلاد بأقل الخسائر الممكنة، علماً بأن السيولة قد فُقدت نتيجة الوضع الاقتصادي الخانق وما تبعه من توقف البنوك عن العمل. الزعماء والمسؤولون أخذوا الأمور باستخفاف، ومارسوا هوايتهم المفضلة بالاتصال والمؤازرة المعنوية. كنا قد طالبنا في السابق بإيجاد حلول ووضع خطط ميدانية لتدارك هذه الأحداث وأخذ الأمور بجدية، والعمل على اجتماع حكومي يدعو إليه الوزير المعني (وزير الخارجية) في حكومة تصريف الأعمال، ووضع الخطة موضع التنفيذ، حينما تسوء الظروف. الآن، وقعت الكارثة ووصلنا إلى حالة من اليأس والخوف والفزع. عندها، بدأت التحركات لاستغلال حالتنا ربما لمكاسب سياسية. اليوم كل هذا لا يفيد.
كفى متاجرة بأرواحنا. الجيش الفرنسي، الأولوية عنده مواطنوه، وكل كلام يقال غير ذلك هو موضع شك.
أتوجه إلى رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، قائلاً له: الحوت قد ابتلع البحر الأبيض المتوسط، والآن يبتلع أبناءنا في ساحل العاج.
نحن لسنا أرقاماً في آلاتكم الحاسبة، وتصريحكم بخسارة كل رحلة خمسين ألف دولار يدل على حساباتكم الرخيصة. ونطالب الحكومة المقبلة بإنشاء وزارة خاصة للمغتربين، لا دمجها مع وزارة الخارجية.
وأتوجه إلى رئيس الجمهورية، مطالباً بأن يكون أكثر اهتماماً، وليقف وقفة ضمير.
زيكار كريدية ــ ساحل العاج