أليس آباؤنا أعزّاء علينا؟
تكاد تصل الذكرى السنوية الخامسة لعدوان تموز والجراح لم تندمل بعد، بل بنشركم وثائق ويكيليكس تفتحت من جديد. خلال متابعتنا لمجريات الحرب لم يكن لدينا أدنى شك في أن فريقاً لبنانياً كبيراً تآمر مع العدو. فمن أكثر المشاهد استفزازاً كان ذلك الغداء الذي أقامته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في السفارة الأميركية، وكيف كان هذا الفريق يتحلّق حولها ويقدّم ولاء الطاعة.
لا أعتقد أن وطنياً واحداً يعتب على سمير جعجع لأن تاريخه حافل، حتى لو كان يعطي اليوم دروساً في الوطنية ويطالب بإحقاق العدالة لدرجة أن حزبه حمل حقيبة وزارة العدل. ولا يعتب وطنيّ على أمين الجميّل صاحب اتفاق 17 أيار. لكن على من العتب أعلى، على بطرس حرب الذي يدّعي الوطنية، أم على وليد جنبلاط الذي يقول إنه أعاد مراجعة مواقفه واعتبرها صفحة سوداء طويت، أم على مروان حمادة الذي نأسف أنه مر يوماً في مدرسة كمال جنبلاط، أم على فؤاد السنيورة الذي من المفترض أن يكون رئيس حكومة كل اللبنانيين، أم على غيرهم؟ لقد رأينا في عيني السنيورة دموع التماسيح يوم بكى، والوثائق أكدت لنا كم هو ممثل بارع.
وأنت يا سعد الحريري تريد معرفة من قتل والدك ومحاكمته. أنشأتم محكمة دولية تريدون دفع تكاليفها من دماء الشعب، وهي قد تجر الوطن إلى ما لا تحمد عقباه، كل ذلك لأن والدك عزيز عليك... وماذا عنّي وعن مئات اللبنانيين الذين فقدوا آباءهم وأشقاءهم، بل ثمة عائلات أبيدت بأكملها، أليس آباؤنا أعزاء علينا؟ لم نستحق من حكومتكم رفع شكوى، ولو شكليّة، ضد الصهاينة.
نحن الآن لم نعد نريد منكم ذلك الثأر الذي نريده من الإسرائيليين، فالتاريخ كفيل بأن يثأر لنا وينصفنا، أما كيف سينصفكم أنتم؟
نعمت جمال الدين