أهو ده اللي صار!
إلى جوزيف سماحة:
انتهى زمن النكسة يا جوزيف، النكسة التي آلمتك وجعلتنا ندخل في نفق الخضوع والاستسلام على مدى أكثر من ثلاثة عقود. استفاقت الشعوب العربية أخيراً، أوقظها الخنوع والتعب.
يا ليتك هنا! لتشاهد ميدان التحرير وهو يمتلئ من جديد، يمتلئ أصواتاً تقول «لا»، ليس لرجوع عبد الناصر عن تنحّيه، بل هذه المرّة لمحو زمن «كامب دايفيد»، لتشاهد الطغاة يسقطون مذلولين عن عروشهم، لتشاهد قلق الولايات المتحدة وهي ترى «حرّاس» إسرائيل وهم يتهاوون على وقع هتافات الشعوب العربية.
يا ليتك هنا لترى «الأخبار»، ابنتك، رائدة القضايا المحقّة كيف أصبحت تضاهي كل الأحزاب والأيديولوجيات التي تعجز حتى الآن عن تأسيس حلف شعبي ـــــ محلّي، أقلّه للتضامن مع الثورات العربية، واكتفت بالكلام والتنظير.
ربّما اليوم فقط أصبح بإمكانك أن تشعر بالراحة. أما نحن فنفتقدك الآن، أيها «العارف»، أكثر من أي وقت مضى.
فرح سليم

■ ■ ■


ما هكذا تورد الإبل

تعليقاً على «الانتفاضة المصريّة والثورة (الأميركيّة) المُضادّة: بعض الملاحظات» («الأخبار»، 5/2/2011):
في إطار المشهد العربي المتخاذل والمتواطئ، وقفت سوريا وإيران تحتضنان مقاومة شعوب فلسطين ولبنان والعراق دعماً وتأييداً، ما أسهم في التعثر والانحسار الذي أصاب المشروع الغربي في العراق ولبنان وفلسطين حيث وجدت «سلطة» أبو مازن نفسها غير قادرة على تقديم مزيد من التنازلات في ضوء «صمود» حماس في وجه محاولات القضاء عليها عسكرياً أو إضعافها بالحصار والتجويع. فدخل، وأدخل سلطته ورعاته من العرب وغير العرب في مأزق أعدّه المقدمة الأساسية والموضوعية لولادة المشهد التونسي أولاً ثم المصري. وذلك دون أن أنسى الإشارة إلى أهمية العامل الذاتي لكل بلد، الذي سيتحدد من الآتي:
إن دخول القضية المركزية للصراع في نفق مسدود على النحو الذي تعاقبت فيه الأحداث منذ «أوسلو1993»، أفقد النظام العربي الرسمي آخر مبررات وجوده. إن تجاهل هذه الحقائق السياسية والتعامي عن الأثمان التي تدفعها دمشق وطهران (محور الشر) من عقوبات ومحاولات عزل وتآمر عبر تجنيد وحشد أدوات المشروع الصهيو ـــــ أميركي يجعلني استشفّ وراء ما تراه موقفاً ثقافياً لا سياسياً. وإن كنت أتفق معك في الرأي بأن لا شرعية ديموقراطية لكل هذه الأنظمة. والديموقراطية، بما هي حصيلة تطوّر وليست «وصفة»، تجعلني لا أرى للإصلاح طريقاً واحداً وحتمياً يمر في دمشق كما يمر في القاهرة وعمان.
مروان سلوم