بدأت ثورتنا السورية ناصعة سلمية. فجّرها شباب بعمر الورد، انتُزعت أظفارهم وعُذبوا، فهبّت أمهاتهم تُطالب بحُرّيتهم. هنا اعتُدي على شيوخنا في درعا. تسارعت الأحداث، فاستدعى القمع والبطش ثورة شعبية سلمية انتشرت روحها في عموم البلاد السورية. اشتعل ريف دمشق وعاصمته، دوما وحواضرها، وصولاً إلى إدلب مروراً بجسر الشغور والساحل بامتداده وتلاوينه وتشكيلاته المكوّنة لدرة سوريا وقوتها التاريخية.
ثورتنا لم تبدأ مسلحة. لم يُفجّرها أنصاف الرجال وشيوخ الفضائيات ودعاتها المحرّضون على الفتنة والصراعات الطائفية والمذهبية. لم يُشعل نارها في الشارع المتحفّز قناصٌ أو رامي قذائف وانتحاري يُفجّر نفسه في مدن آهلة ومواقع أثرية تشهد على عظمة سوريا عبر الدهور ومرور العصور. في البدء، تركّزت مطالب الثوّار في الشوارع والحارات والمدن والبلدات على الحرية والديموقراطية والحقوق المدنية. طالبوا بوقف تعديات الأمن والإسراع بإصلاح النظام وتغيير الدستور وإسقاط المادة الثامنة منه. ناشدوا الرئيس كفّ يد الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلتها وتحريرها من الفاسدين. لقد طالبت ثورتنا بكرامة الإنسان السوري، صاحب الحق بالسلطة والثروة. توجّهت الحشود إلى شركات الخلوي والمصارف والمحاكم التي عشّش فيها الفساد والظلم والمحسوبيات. طالبت ثورتنا بمياه الري، وبالحق بالتملك والتصرف بالأملاك، والبناء الحر لحل مشكلة السكن والبطالة واستعادة الحقوق المصادرة بعد أزمة الثمانينيات وتحرير الأحوال الشخصية، وإعادة تقويم ودفع أثمان الأملاك المصادرة بحجة الدفاع وحاجات المؤسسة العسكرية وتحوّلت إلى أملاك للأزلام والأقارب والمحاسيب والمحازبين.
لقد بدأت ثورتنا تطالب بالمساواة والعدل وحق كل السوريين بوطنهم وبعيشهم الحر الكريم الآمن. لم يُطلق ثورتنا شيخ من هنا أو داعية من هناك. ولا كان للإخوان المسلمين دور في تشجيع ثورة الشعب ومناصرته. وخير دليل أنّ كبار رجال الدين في سوريا وعموم الوطن العربي، أمثال العلاّمة رجب ديب ومحمد سعيد رمضان البوطي وراتب النابلسي، وهؤلاء من أصحاب القول الفصل والفتوى الحق، لزموا الصمت والحياد ولم يجدوا في الواقع السوري ما يخالف تعاليم الدين الحنيف. وعندما حاورناهم طالبين الفتوى والوعظ والتشجيع للوقوف إلى جانب الثورة، ردّوا قائلين: «أعطونا سبباً شرعياً واحداً لنقف معكم ضد الحاكم بشار الأسد، نحن ندعو للخير وطاعة الحاكم وننصحه». وأشاروا إلى أنّه في سوريا، لا تقوم قائمة للنزاع على الملك ما دام الحاكم لم يخالف تعاليم الإسلام وكلام الله. ولا سيما أنّه قد وفّر للناس حق الاعتقاد والإيمان، وللمسلمين حق ممارسة شعائرهم الدينية وأسهم في بناء بيوت الله وفتح المعاهد لتحفيظ القرآن الكريم. وجزموا بأن فعلنا يتنافى مع تعاليم الإسلام وحياة السلف الصالح.
ثورتنا لم يطلقها سلفيون جهاديون، ولا كانت استجابة لنداء ملوك وأمراء وزعماء ورثوا القيادة والسلطة من دون أن يعطوا أهلهم الحق بالانتخاب وبالديموقراطية. ثورتنا في سوريا لم يصممها المال، ولا فجرها السلاح الذي انهال على بلادنا من كل حدب وصوب. لم يطلقها رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وصحبه ممن كانوا ينامون في مخدع الرئيس ويجارونه ويدافعون عن النظام ويعززون مكانته في سوريا وفي المنطقة ويسعون إلى تعويمه وإصلاح ذات الحال بينه وبين الدول الغربية.
ثورتنا كانت شعبية سورية سلمية لا تنشد إلا الحق والعدل والكرامة وفرص العمل والمساواة وكسر حلقة احتكار السلطة والثروة وتوارثها. بدأناها سلمية، وأردناها سلمية، وسعينا إلى استقطاب كل فئات الشعب السوري؛ إذ لا ثورة لا تكون بأغلبية الشعب. ولا يتحقق انتصارها إلا بتكامل جهود أبناء الشعب وتفاعلهم مع الجيش. والجيش السوري على شاكلة سوريا، جنوده مدنيون بالثياب العسكرية، ما خلا أجهزة الأمن وجلاوزتها وتجارها وفاسدوها.
ثورتنا التي بدأت ناصعة واضحة الأهداف والمطالب، روتها دماء المدنيين من درعا البلد إلى جسر الشغور مروراً ببانياس وحواضرها وريف دمشق ومدنه المعتدى عليها وعلى ناسها جرى حرفها عن مقاصدها وتمت عملية مصادرتها وركبها الساعون إلى السلطة بأي ثمن وبأية وسيلة وبطلب التدخلات الخارجية وبالاستجارة بأعداء الشعب السوري تاريخياً. لم يدم حالها على ما عليه، فقد اغتصب الثورة أنصاف رجال دين أو دعاته، ونصّبوا أنفسهم ناطقين باسمها وقياداتها يطلون من الفضائيات لترويع السوريين ودفعهم إلى الاحتراب والاقتتال والفرز المذهبي والجهوي.
واغتصب ثورتنا دعاة ثورة يقيمون في الخارج ويعيشون مباهج الحياة ويتنعمون بالإقامة في الفنادق الفخمة ويعربشون على الفضائيات في كلمات معسولة مكرورة يستجدون الأموال والسلاح من الدول الساعية لتفكيك سوريا وتدميرها. لا همّ لهم إلا إنفاذ مشروعاتهم والثأر من سوريا أو استهداف النظام لغايات في أنفسهم وأنفس من يفرضون عليهم دفع الأموال والسلاح. وزاد في الطنبور نغماً، ما سعت إليه جماعات الإخوان المسلمين التي تسلقت جدران الثورة واعتلتها في مناطق ومدن وفرضت نفسها بقوة تنظيمها وأموالها وبعلاقاتها بالأتراك وبالسعودية وقطر التي احتكرت التمويل لجماعات بعينها.
ثم أسقط الثورة وأهدافها، واغتصبت دماء الثوار الأبطال شهداء الثورة السلمية، جماعات الإسلام السياسي من السلفيين والقاعديين ومنظماتهم والحشود التي دُفعت إلى سوريا من عرب وعجم زجوا في الأزمة السورية ليصبحوا الآمر الناهي فيها. يزرعون الفرقة بين القوى المسلحة نفسها ويمارسون ما تهواه أنفسهم، غير عابئين بما تسعى إليه الثورة والقوى الثورية الحقيقية من أبناء سوريا المقيمين فيها والمكتوين بنار النظام وممارساته. وصار ثوريو الفضائيات وصناع الأفلام والمراسلين يزرعون الوهم ويعممونه، مفترضين أنّ النظام يسقط بقوة الأفلام وتقانة المونتاج وتنوّع محطات البث التي لم يكن لها هم سوى تعويم أفرقاء بعينهم وتصعيدهم وتصوير الثورة على أنّها ثورتهم هم لا ثورة الشعب السوري الأبيّ. صار الوهم والاستعجال يفعل فعله في إضعاف الثقة بالثورة ووعودها وأسماء جماعاتها التي فبركت على عجل، خدمة لجهات لا تعرف السوريين وحاجاتهم وتاريخهم ونضالاتهم، ومنهم الثوار الحقيقيون. وعجز الثوريون المزعومون، المستعجلون السلطة والتسلط، عن توحيد صفوفهم وجمع شتاتهم برغم ما بذلته الجامعة العربية وأمينها العام، وبرغم الجهود التي بذلتها قطر ومجاميعها من المثقفين العرب المصطفين بالدور لقبض الدولارات. وبرغم ما سعت إليه إسطنبول وواشنطن وباريس ولندن فقد ذهبت أحلامهم وجهودهم هباءً منثوراً وصار القول شائعاً إنّ المعارضة السورية في الخارج ليست سوى أبواق تجيد الصراخ وجيوب تجمع الأموال، بينما المقاتلون الثوريون الحقيقيون وشعبهم يحترقون وتدمر بيوتهم ويهجرون في بلدهم وبلدان الجوار ويتعرضون لأبشع أنواع وأصناف الاضطهاد والاعتداءات. تحولت نسائنا وبناتنا إلى سبايا ومواد لتجارة النخاسة تحت مسميات زواج السترة، وتحول رجالنا إلى عبيد يتاجر بهم ويستخدمون في الأعمال القذرة والوضيعة.
والجيش الحر وجيوش المسلحين وجماعاتهم فقدت بريقها وفقدت ثقة الناس فيها لتعدد تسمياتها ولاحترابها في ما بينها وعلى المغانم، ولهروبها من المواجهات عندما تبدأ دبابات النظام وطائراته وشبيحته هجومها على المدن، ثم تعود إلى بيوت تركها ناسها طلباً لنجاة فتنهب وتسرق وتحرق وتدمر ولا من يحميها أو يعوّض على أصحابها.
والضباط والجنود الأحرار الذين انشقوا ورفضوا أوامر القتل والتصفيات وامتشقوا السلاح للدفاع عن الثورة ومناصرة أهلهم ومواجهة جيوش النظام وشبيحته، وجدوا أنفسهم الآن، وفي هذا الوقت، بين أيدي عناصر جاهلة أو شبه أُميّة. وصار الضابط يعامل بصفته مرذولاً وصبياً يأمره شيخ أو مدعي مشيخة. حفز ذلك الكثيرين على تفضيل البقاء في الجيش النظامي وعدم الانشقاق وعدم الالتحاق بجيوش الثورة وفصائلها المسلحة التي لم يعد يعرف الحابل من النابل فيها.
هكذا تحولت الثورة من ثورة شعب ينشدها سلمية شعبية لتحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية والتغيير الناجز، إلى ثورة يحترب الكل فيها مع الكل. يُميّزها السعي المحموم إلى السلطة والتسلط وجمع الأموال والمتاجرة بالناس وتضحياتهم. ثورة لم يعد ممكناً أن تستمر. صارت الحال في سوريا يرثى لها. مدن مدمرة وملايين مهجّرة وقطاعات إنتاجية معطّلة والمصانع وأصحابها يهرولون هرباً من الخوات وخوفاً من الخطف ومن قصف طائرات النظام وبراميلها التي لا تُفرّق بين موال ومعاد... وسُوّيت مدن البناء العشوائي بالأرض تحضيراً لصفقات إعادة البناء التي ينتظرها المستثمرون من بطانة النظام بفارغ الصبر لجني الأرباح والاتجار بحقوق الناس بالسكن الآمن والاستشفاء والتعليم...
ثورة أردناها للتغيير نحو الأفضل، فصارت للتدمير والتخريب والاحتراب والفرز المذهبي وتدمير المباني والمؤسسات الإنتاجية والحكومية. ثورة زادت من حالة البطالة والعوز والحاجة... هل هذه هي سوريا التي أردنا بناءها من ثورتنا الشعبية السلمية؟
النظام قاتل ومتسلط وناهب أموال الشعب، تلك أمور معروفة لا جديد فيها ولا جدال، وإلا فلماذا كانت ثورتنا؟ لكن، هل يصح أن نكون شبهاً له أم أننا في الثورة نسعى إلى البديل الأفضل؟ والحق يقال إنّ التوازن الحاصل بين النظام والمعارضة صار مستقراً استنزافياً، لا المعارضة المسلّحة قادرة على الحسم ولا النظام قادر على إعادة سلطته التي كانت، لإخضاع الناس الذين تمردوا. أما المبادرات العربية والدولية، فبلغت ذروتها وأخفقت في وقف النار في عيد الأضحى المبارك. وفي الأفق، تظهر معطيات ومؤشرات عن احتمالات لعقد صفقة إقليمية دولية ينجو بنتيجتها النظام بفعلته، فيستعيد قوته وينجح في سحق المعارضة المسلحة التي باتت عرضة لتجفيف منابع أموالها وسلاحها وذخيرتها، بعد أن اكتشفت أميركا أنّ القاعدة ومن تصفهم بالمتطرفين، أصبحوا الأطراف الأكثر فاعلية. أو ربما هي تتخذ هذا الأمر ذريعة لانسحابها وطلب ودّ النظام بعد أن أصبح ضعيفاً، يمكن أن يستجيب لشروطها فطلبت علناً من تركيا محاربة المسلحين المتهمين بالانتماء إلى القاعدة والأصولية. وطلبت من السعودية وقطر وقف تمويل وتسليح القوى المسلحة على الأرض. اسألوا مقاتلي حلب عما هم فيه من أزمة تمويل وتذخير، واسألوا مقاتلي ريف دمشق والقصير والرستن عن التقصير الفاضح في التمويل والتذخير، واسألوا داوود أوغلو لماذا غير رأيه وأصبح يقول بتسوية بقيادة الأسد نفسه، وترقبوا قولاً أكثر حزماً لوزير خارجية روسيا لافروف، عن تسويات يرعاها النظام بنفسه ولا تكون على حسابه. أين أصبحت عنتريات ثوّار الفضائيات والعواصم، وعلى ماذا يراهن مقاتلو السلاح على الأرض إن غدرت بهم الأجهزة والدول كعادتها في الغدر بمن يراهن عليها؟
برغم كل ما حصل وما بلغته الأزمة من تفاقم، ما زالت الثورة بحاجة إلى قادة وإلى منظمات وجبهات عارفة بما تريد وإلى أين تود توجيه الثورة ومعها سوريا الغد. وما بالنا كلّما أطل شخص يؤتمن على القيادة، وكلّما صنعت الثورة وفصائلها الحقيقية مشروع قائد كالنقيب المرحوم شهيد الثورة، أحد أوائل الضباط المنشقين، النقيب أمجد الحميد وبطلها الذي اغتيل بأمر من الشيخ لؤي الزعبي لأنه أفصح قوله صريحاً: «لم نقم بالثورة بأمر من العرعور وغيره». وحذر من التعامل مع لؤي الزعبي لأنّه يسرق أموال الثورة ويُبدّدها على ملذاته ولا يصرفها على ناس الثورة وحاجاتهم، علماً أن السلفية والإسلام الحق بريئان منه ومن الداعين إلى القتل والذبح. نحن الشعب السوري سلفيون حقيقيون مسلمون نتبع السلف الصالح ونُجلّه، فدعاة السلفية الزاعمون ليسوا إلا تكفيريين محرّضين على قتل النفس التي حرم الله قتلها، وعلى قتال المسلمين بعضهم لبعض.
الدعوة مفتوحة لكل ثوري وطني شريف أراد الثورة من أجل سوريا والسوريين وعزتهم. لا تراهنوا على الغير، فالنظام ظالم وباطش وبعض المعارضات المسلحة الممولة من الخارج لا تختلف في تصرفاتها وممارساتها عن شبيحة النظام وكلاهما لا ينتجان حلاً في مصلحة سوريا وشعبها، بل يأخذانها إلى التهلكة والتدمير. فلننهض جميعاً، ولنتعظ من التجربة، ولنسعَ معاً، قوى الخير والسلام في الدولة وفي المجتمع في النظام وفي المعارضة وفي الشعب وكتله وأطيافه، ولندعُ إلى طريق سواء، وطاولة حوار وطني جاد تخلص إلى تأكيد حقيقة أنّ السوريين بأنفسهم قادرون على اجتراح حلول لأزمتهم بما يحقق مصالحهم. فلا تخافوا من التخوين ومن الحملات الإعلامية الظالمة. فدمُ المسلم على المسلم حرام، ولا يملك أحدٌ الحق أن يصنّف الناس مؤيداً أو معارضاً ويسفك الدم من الطرفين. ألسنا نحن الثوريين من أطلق الثورة في صالح الناس كل الناس بلا تعيين أو تحديد؟ فلنحترم آراء الناس وقراراتهم ليحترمنا الناس وليحترموا قراراتنا وخيارانا، فنكون داعين إلى الحرية الحقيقية لا حرية القتل والتنكيل والتعدي. فالثائر والقائد هو من يجرؤ على قول كلمة الحق في حاضرة سلطان جائر، أكان في المعارضة أم في النظام، ولنا من غاندي مثلاً يحتذى، كما في قادة تاريخيين عرب وسوريين عظام سبق أن وقفوا في وجه الظلم وعلقوا على المشانق وأطلق الرصاص على صدورهم ولم يحيدوا عن كلام الحق والوطنية.
نحن كحركة رديف ثوري تأسّست في سعي إلى تأمين المساعدات المالية والعينية والمادية للحركة الثورية، واضطررنا إلى حمل السلاح في وجه جور النظام وعسفه ودفاعاً عن ناسنا وأهلنا لا يعيبنا أن ندعو إلى الحوار ونمارسه بين الحركات الثورية والمسلحة ومع من يقبل الحوار في الحركات الأخرى والنظام، فصاحب الحق سلطان لا يخاف تهمة وتخويناً ويجرؤ على قول ما يريد وما يفكر. كفنا نظيفة لا نطلب منحة أو منة أو قراراً من أحد، سوى شعبنا وثوارنا الأبرار، فمن يدفع الثمن يقرر ما يجب أن يكون وسوريا وشعبها كانت وستكون أكبر وأقوى من كل مدَّعٍ أو متآمر...
ولساسة لبنان نقول كلمة صريحة واضحة، لا يصير الذنب رأساً ولا يصير الرأس ذنباً. ممنوع عليكم التطاول على سوريا وشعبها وكرامتها، فالأمر سيّان، إن وفّقنا الله وتسلمنا السلطة فسيعود لبنان وفلسطين ولواء اسكندرون والجولان والأردن على ما كان، جزءاً أصيلاً من سوريا العظيمة. تلك كلمة الله، وحقّه علينا أن نعمل لعودة الحق لأصحابه، فبيادقكم أصغر من أن يكون لها تأثير. وتأكّدوا أننا نحن على الساحة لاعبون قادرون على فرض ما يجب أن يكون.
* الأمين العام لحركة الرديف الثوري في سوريا