برّأوه.. لكنهم تركوه مسجوناً
معظم اللبنانيين تابع خبر وفاة الطفلة غنى هوانا، التي اتّهم والدها، زوراً وبهتاناً، بقتلها، قبل أن تتّضح الصورة ويتبين أنها تعرضت لحادثة وقوع طفل عليها أثناء اللعب، مما تسبب بتكسير عظام قفصها الصدري، قبل أن تفارق الحياة بعد فترة بسبب رفض المستشفى استقبالها، لعدم توافر النقود لدى العائلة الفقيرة.
الطفلة التي توفيت بعد تفاقم الالتهابات والنزف الداخلي بسبب جشع أصحاب المستشفيات، تركت خلفها قضية مأساوية أخرى كان بطلها الطبيب، الذي اتهم الوالد محمود بقتل ابنته من دون الاستماع إلى أيّ حيثيات تتعلق بحادثة الوفاة، وعززتها وسائل الإعلام التي اشتغلت على تشويه صورة الأب «القاتل»، من دون أي تحقيق أو تدقيق في مصادرها، بل تفننت بعض وسائل الإعلام في وصف الجريمة المفترضة، بالحديث عن وسائل حادة استعملها الأب في ضرب طفلته. وجاءت دعوة الاتهام ضد محمود باطلة من الأساس، لأن القضية لم تكن تحتمل أي لبس في براءة الوالد، الذي كان ذنبه الوحيد أنه فقير.
ففيما كان محمود الذي لا يزال مسجوناً، يحاول من طبيب الى آخر رد الروح الى الجسد الندي، كان هناك من يصب الزيت على نار غضب الوالد المفجوع من مسؤولين على أعلى المستويات الى أصغر وسيلة إعلامية، فضلاً عن ألسنة الناس، التي أصبحت تتسلى بحادثة «قاتل ابنته».
الأنكى من ذلك أن أحد اطباء المستشفى قال لتلفزيون «المنار»: «طلبنا فحص الحمض النووي للأب وللأم وللعم»، ما يعني تشكيكاً في الأبوة. فهل ينقص هذه القصة المأساوية قضية شرف لا علاقة لها بالحادثة؟
الأمر الآخر الذي يثير التساؤل هو أن القضاء برأ الوالد من تهمة القتل، فلماذا لا يزال مسجوناً؟ فيما لا تزال الأم مسجونة بتهمة الإهمال. الفقر هو سبب ما حل بالعائلة.
عم الطفلة عمر هوانا

■ ■ ■

هل المشكلة في سلاح المقاومة

طريفة هي دعوة الشيخ احمد الأسير للمقاومة إلى تسليم سلاحها. الغريب في الامر أن الأسير الذي يتبنى الفكر الإسلاموي يطالب بسلاح ركّع عدو الأمة، فيما من المعروف أن الإسلام السياسي ينبغي أن يتمسك بكل موقع قوة ضد اسرائيل. المُضحك ايضاً أن السلاح متوافر وبكثرة لدى تياره السلفي وحلفائه في 14 آذار، وهو سلاح يهدد دائماً السلم الأهلي، ويظهر في اوقات عديدة من غير سبب مشروع، بينما السلاح الذي يطالب الأسير بتسليمه لا يظهر إلا في مواجهة العدوان، وفي الدفاع عن مواقع المقاومة.
أيمن عطوي