إلى الوليد بن طلال
لأنك صنعت العجائب، وتصنعين، يا شركة باك، يجلدونك.
ولأننا، نحن أبناءك، صنعنا العجائب ونصنع، يجلدوننا بقطع المعاش والتهديد بالطرد. أَوَلا يدركون أنك، إلهنا، انتصرت على جلاديك؟
يوم القيامة يا زملائي آت... لا محال آت.
أيها الأمير، ما يميّز الأمير هو راحة الضمير. كيف تكون، إذاً، أميراً والضمير يرفضك؟ أَوَتعلم بأن ثروتك ستعجز عن استرداد مجدك الإنساني والأخلاقي؟
كيف تقبل بأن تكون غير أمير بحرماننا حقوقنا، أنت الذي يثقل يديك المال. نحن لا نمد أيدينا إليك، بل أنت الذي أخذت من أيدينا ما صنعناه من إبداع وكدّ وجهد، من دون مقابل. نحن لا نطلب منك سوى حقنا.
أَوَتعلم يا حضرة الأمير بأن صاحب الحق سلطان، ونحن أصحابه. ستعجز كل ثروتك عن جعلك سلطاناً لأنك لست بصاحب حق في ما تفعله فينا. نحن لا نطلب ما ليس لنا. أخذت عطايانا. عرق تعبنا لا يثمّن بشهر أو شهرين من الطرد التعسفي. هو تعب أعوام وسنين من شمس الإبداع التي لم يقدر أحد ممن سبقك أو ممن سيتقدمك على إطفاء وهجها فينا.
واعلم ــــ يا من فاجأتنا بأن رضيت ألا تكون أميراً في الشهامة والعدالة ــــ أن الإبداع هو وليد الحرمان. احرمنا من رواتبنا أكثر يزدد إبداعنا أكثر.
ندائي اليوم إليك إن أردت لعبة إفلاسنا وهروبنا، قد تستطيع ذلك لأخذك حقنا بتعويض نهاية الخدمة وبالصرف التعسفي. لكنك لن تقدر على أن تنتزع منا مواهبنا الخلاقة المتميزة التي أدهشتك فانتفضت، لأن عروقنا يسري فيها دم لبناني، هو دم الخلق والإبداع. قد تستطيع، أيضاً، أن تنتزع منا لقمة عيشنا، لكنك لن تتمكن من أن تنتزع منا قلوبنا لأنها تتغذّى من الحب وتحيا من العطاء، حبنا لمؤسستنا وعطائنا لها. قد تتمكّن يا حضرة الأمير من أن تنهكنا في الانتظار، انتظار الطرد والمجهول، لكننا سنجعل من الانتظار لذة ومن الطرد ثورة، وسنغوص في المعركة ونغامر بكل ما لدينا حتى آخر لحظة وآخر فلس. صلواتنا ستغنينا وستسدّ حاجاتنا وستزيدنا صبراً وانتصاراً. سنرفع أيدينا ونسأل الله أن يحاسبك وأن يعاقب من سلب حق أبنائه، ومن أراد ان يحوّل أحلامهم إلى محن، غير مدرك أن المحن عند الأشداء والأقوياء في الإيمان هي صوت في وجه الظلم.
أفرغ جيوبنا يا حضرة الأمير. أفرغ أيدينا أكثر لكي نتمكن من ضرب طبل النصر يوم القيامة.
مي خليل
موظفة في شركة «باك»