التحالف ليس تبعيّة


بعد فشل الحزب الشيوعي اللبناني في تشكيل حالة استثنائية، تتجلى في اقناع قسم كبير من الرأي العام اللبناني يحمّل مسؤوليات خراب البلاد الى فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، فإن الخيار اللائق بأقدم حزب في لبنان تأسس عام 1924، وكان من المؤسسين الأوائل للمقاومة، هو التحالف مع فريق الثامن من آذار أو مع بعض مكوناته إن في الجنوب أو في الشمال أو في البقاع. فالتحالف ليس تبعيّة لإيران وسوريا، وأنا شخصياً كماركسي عربي لبناني، عندما أرى ان القيادة السورية برئاسة المقاوم الرئيس بشار الاسد تستحوذ على احترام ومحبة ودعم روسيا والصين وايران العاصية وكوريا الديمقراطية والبرازيل وبوليفيا وروح تشافيز فنزويلا الذي قال قبل رحيله بالجسد «إنّي أرى في أخي الرئيس السوري بشار الاسد قائداً من أكبر القادة المعاصرين في الوطن العربي»، أصل الى خلاصة بضرورة تحالف الحزب الشيوعي مع فريق الثامن من اذار أو بعض مكوناته المدعوم من ذلك المحور الاقليمي والدولي الممانع، وذلك يجعلني، كشيوعي، أرى حزبي في قلب المعركة مع سوريا وجيشها الحبيب، جيش كل العلمانيين الذي منع التقسيم في لبنان، ووحّد الجيش اللبناني بالتعاون مع فخامة المقاوم الاول العماد اميل لحود. نعم اتمنى على حزبنا ان يكون في قلب المعركة في سوريا الاسد التي تستمر بالحاق الهزيمة بالمشروع الاميركي الصهيوني الاردوغاني البندري والتكفيري، وحماة ديارها يستشهدون لكي تبقى الشام علمانية، ولا تذعن لحكم التفكير المتخلف.
ان تحالفاً كهذا ليس تبعيّة لسوريا، انما هو حلف بين احرار لا بين رئيس وعبد. اما الاستمرار في استذكار الماضي الاليم الذي ادى الى اغتيال مفكري الحزب في ثمانينيات القرن الغابر، عقب رفض الحزب الانخراط في حرب المخيمات، فهو استذكار بات يُعتبرُ وسواساً قهرياً يجعل الجدل البيزنطي العقيم قائماً وحياً يرزق. ليس المطلوب النسيان، انما الفوز بنعمة التناسي التي تجعلنا نعتبر ان قضيتنا المركزية هي فلسطين وان لنا مع كافة القوى الممانعة عدواً مشتركاً واحداً محاربته والتصدي لاطماعه فوق كل اعتبار، وان الاصرار على البقاء في مستنقع البكاء على الاطلال، سيجعلنا نفقد امجادنا لنراها محنطة في متاحف المجد المفقود. فالتغيير بالاحمر لا يكون داخل القاعات المقفلة ولا بالتظاهر المزمن ضمن بقعة أونيسكو ــــ بربير ــــ رياض الصلح، انما بالتحالف ونمو العمل الحزبي في مناطق ارغمنا على تركها خلال الحرب الاهلية واستعادة ثقة النقابات بحزبنا. وكم يُسعدني رؤية الرفيق العصامي الدكتور خالد حدادة يحمل حقيبة وزارة الزراعة، مثلاً، لانني العالم بأنه يمتلك كل المقومات التي تؤهله منع المزارعين من رمي محاصيلهم الزراعية في كل سنة.
ريمون ميشال هنود