الحياد عدوّ لبنان والمقاومة
منطقياً، ثمة تفاهم مع المقاومة لا نصف تفاهم، فنصف التفاهم لا ينتج إلا قرقعة عظام في طناجر فارغة، أو جعجعة من دون طحين. إلى دعاة تحييد لبنان عمّا يجري في سوريا، أقول إن مقاتلي حزب الله في سوريا هم ضمن مرحلة التصدي لأخطر مشروع استيطاني عنصري دموي توسعي على وجه المستديرة، والإخوان والحركات التكفيرية هما من صنيعة الاستعمار البريطاني. إن مقاتلي حزب الله هم في صدد التصدي لطمس معالم الأمة جمعاء، والتصدي لمشروع نهب النفط العربي في الوقت الذي يحاول بيعه بأبخس الأثمان مَن يجب عليه أن يكون مؤتمناً على حراسته حراسة مشددة. حزب الله هو مقاومة بطلة مشروعة من مقاومات القوى الممانعة العالمية. لبنان، الجيش والمقاومة والشعب، على الحياد؟! يا للهول أن يكون على الحياد وطنٌ هزم الجيش الصهيوني في بيروت عام 1982 عبر جبهة المقاومة الوطنية، وحطّم أماني معدّي اتفاق السابع عشر من أيار في 1983 بدفعهم عنوة إلى إلغائه، يا للذل أن يكون لبنان على الحياد ومقاومته الإسلامية حررت الأرض عام 2000، وعادت لتهزم نخبة الجيش الصهيوني عام 2006، وجعلت المئات منهم أسرى المصحات العقلية والنفسية بعدما أصابتهم بفنون قتال أبطالها بالذعر والهلع والهلوسة والهذيان. الجيش والمقاومة حطّما معادلة قوة لبنان في ضعفه، تلك المعادلة التي كانت مصابة بالوهن المعنوي، مشلولة الإرادة، مخصيّة العنفوان، مهانة الكرامة، ومعادلة الجيش والمقاومة والشعب تأبى العودة إليها. نعم ستبقى المقاومة في سوريا، فالصديق وقت الضيق، والبطولات إبّان الحملات. ضباط وأفراد ورتباء الجيش العربي السوري قدموا التضحيات الجسام لمنع تقسيم لبنان، وقد نجحوا بمساعدة فخامة المقاوم الأول العماد إميل لحود بتوحيد الجيش اللبناني على أسس لاطائفية تقدمية، ليكون له عدو واحد وحيد هو الجيش الصهيوني المغتصب لفلسطين. ستبقى المقاومة في سوريا، لأن حماة الديار، جيش الأسود، يستحقون كل أشكال المؤازرة والدعم للقضاء على مخططات كيسينجر وبريجنسكي، والخطير برنار لويس، الذي تبنّت عواصم الاستعمار نظريته القائلة بضرورة تقسيم الوطن العربي إلى 52 دولة، أي تفتيت الوطن العربي. والمخطط بدأ تحت ستار بدعة الربيع العربي، التي من أولى هرطقاتها استبدال مبارك بمرسي! فيا دعاة الحياد تذكروا ما قاله الكبير المرحوم ريمون إده، الذي حذّر من الاجتياح الصهيوني للبنان قبل حصوله عام 1978: أنا ضد الحياد، لأنه مشروع إسرائيلي، والحياد لا يتجزأ لأنه يفسح المجال لإسرائيل حتى تزاحم لبنان، ويساعدها على تحقيق هدفها الأساسي: تهجير المسيحيين وتقسيم لبنان.
ريمون ميشال هنود