هكذا تكون المصالحة

تعليقاً على المقال الأخير للأستاذ سامي كليب: لا أدري إن كان أعضاء هيئة التنسيق المعارضة ينسقون في ما بينهم فعلاً، فاختلاف خطابهم السياسي والذي يظهر تباين مواقفهم ولغتهم ولهجتهم عندما يتحدثون إلى الإعلام يدل على غياب التوافق بينهم وربما التفاهم أيضاً.
أبرر لهم أحياناً بأنه اختلاف في التكتيك، وأحياناً آخر أقول اختلاف المنطلق والثقافة، لكني عندما أرى أن وجهات نظر بعضهم شخصية بحتة وهي موضوعية عند آخرين منهم، تنتابني حالة سوء فهم تجعلني أعيد النظر في قراءة ما كنت أراه وغيري مشتركاً بينهم وهو الهدف: مستقبل سوريا إنه الأساس الذي بنوا عليه وكان سبباً لقيام هيئتهم على ما أظن، عندها أراجع أحداث الأزمة وتطورات وقائعها وكيف كانت نظرة الهيئة إليها بإطاريها الزماني والمكاني. في لحظة ما ولبرهة أكاد أغيّر قراءتي تلك التي بنيتها على اقتناعي بخياراتهم الوطنية. لكني لا أفعل ولن أفعل، فرغم هذه الحالة التي أبدو فيها مكتئباً ومع ذلك الشعور بالإحباط والتيئيس الذي ينتابني وعندما أسمع د. هيثم مناع يتحدث ينتابني شعور من نوع آخر فتزول كل شكوكي غير المبررة وتنزاح همومي التي تريد تعكير مزاجي وتتبدد ظنوني والتي أغلبها آثمة. وتصلني أجوبة أسئلتي التي سألتها سدىً لنفسي وتذهب تساؤلاتي هباءً مع الريح، وأعود إلى ظنّي الحسن الذي ما كان يوماً إلا كذلك يهم وبكل سوري بفطرة انتمائه ، وكلنا ينتظر منهم مزيداً من الإيجابية نحو جنيف 2 ومن ثم الحوار الوطني والمصالحة.
محمد خير علاء الدين