نضال وخلود، طوني وشذا
طوني داغر وشذا خليل، كما نضال درويش وخلود سكرية. طوني من طائفة وشذا من طائفة أخرى. لقد أقدما على اعتناق مذهب الجرأة الوطنية وشطبا مذهبيهما عن إخراج القيد ليتزوجا ويبرهنا أن إخراج القيد هو هوية وطنية بامتياز لا يجب أن يتّسخ بأسماء المذاهب. تزوّجا زواجاً مدنياً أمام عيني الله اللتين تريان النوايا الوطنية التقدمية الحسنة وتباركهما بحماسة واندفاع خارج دور العبادة أيضاً. لكن ما الذي حصل مع طوني وشذا؟ لقد تقدما بطلب زواج مدني اختياري في أواخر أيار 2013، ولم يلقَ الطلب قبولاً إلا في أواخر آب 2013، مرفقاً خلال ثلاثة أشهر من الزمن بكل مفردات التوبيخ من بعض الذين اطلعوا عليه وبتّوا فيه. فيا عيب الشوم عليك، تتزوج مدنياً؟ هذه خطيئة! تشطب طائفتك عن إخراج القيد، أنت تغضب أوامر الله! هذا ما أفاد به طوني لتلفزيون «الجديد».
بدوري أقول لمَن وبّخ وجرّح بكلامه: يا مَن غرّرت بكم الشعارات الطائفية والترانيم المذهبية الشيطانية، وتستمرون بارتشاف الحليب الطائفي منذ سن الرضاعة إلى الآن، نضال وخلود وطوني وشذا قرعوا طبول الحرب على التزمّت، ودقت في أنفسهم ساعة إصلاح البلد، وإرساء التغيير فيها، وهم الذين سيعيدون الحيوية إلى المادة 95 من الدستور التي تنص على تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية، وهم مَن سيكونون الركيزة الأساسية مع الشريحة الكبرى التي ستحذو حذوهم في جعل لبنان يظفر بقانون انتخابي برلماني عصري يعتمد دائرة واحدة على أساس النسبية خارج القيد الطائفي، وهم مَن سيجعلون رياح العلمانية تبدأ بلفح النفوس التي أسقمتها الطائفية والمذهبية والمناطقية. نضال وخلود وطوني وشذا، لا بد أن نقيم حفلات زفاف كهذه بعد اليوم في ساحتي رياض الصلح والشهداء حتى تتحقق الانتفاضة الحقيقية للاستقلال، ويتحرر الوطن من الاحتلال الحقيقي له: الطائفية، التي يعشقها عدوّنا الصهيوني. إن حفلات زفاف كهذه يرضى عنها الله كل الرضى، لأنه العالم كل العلم أن الإنسان وُجد قبل الأديان، لذا يجب أن تقام بمواكبة دويّ أصوات إحدى عشرين طلقة مدفعية وعلى ألحان وكلمات النشيد الوطني اللبناني، وعلى ألحان وكلمات أغنية شو ما كان يكون دينك شو ما كان يكون/ لما قلبك ينده قلبي ويتلاقو العيون/ بكرا بتغمرنا السعادة حتى نتهنّى بزيادة/ خلّي دينك عا الحيادي/ هوي والقانون.
ريمون ميشال هنود