باسم الطويسي *تتعدّد النظريات التاريخية حول الموطن الأول للعرب الأنباط بناة البتراء وحضارتها؛ فهناك فرضيات عدة، أهمها أنهم قدموا من: اليمن أو من وسط الجزيرة العربية أو من شمال الجزيرة العربية أو من العراق. وهناك افتراض آخر بأنهم امتداد للجماعات المحلية التي سادت في حدود جغرافيا دولتهم أي المشرق العربي التاريخي، حيث تردد ظهورهم التاريخي في الألف الأول قبل الميلاد في حدود جغرافيا المشرق العربي.
لا شك في عروبة الأنباط، وهم الجذر الأول للتكوين الثقافي والسياسي للعرب في بلاد العرب الشمالية، فقد عبدوا آلهة عربية عبدتها قريش بعدهم، وكانت أسماؤهم عربية ولغتهم المحكية العربية، وكتبوا بالآرامية ثم طوروها إلى شكل الحرف العربي لاحقاً، كذلك فإن المؤرخين الكلاسيكيين يسمونهم عرباً ويجعلون كلمة «العرب» في كثير من المواضع مرادفة لكلمة الأنباط.
هنا، نحن أمام مدينة حاضرة شهدت ميلاد وتحولات الجماعات العربية المبكرة، وكانت موئلاً للممالك القديمة التي شهدها جنوب المشرق العربي، ودشنت الحضارة البكر التي شهدها وحدة المشرق العربي، وهي حضارة العرب الأنباط التي دشنت أول دولة عربية ذات هوية مشرقية تتطابق حدودها معظم بلاد المشرق العربي.

زمن الذروة

يعد عصر العرب الأنباط (500 ق.م إلى 106م)، أي ما يقارب ستة قرون، أهم مرحلة تاريخية شهدتها البتراء، وواحدة من أهم المراحل التي شهدها الأردن والمشرق العربي عموماً، فقد كانت منطقة البتراء عاصمة مملكة العرب الأنباط والمركز الرئيسي لتفاعلاتهم الثقافية طوال هذه المرحلة. وتبدو أهمية هذه المملكة باتساعها الجغرافي، إذ امتدت إلى الحجاز وشمال الجزيرة العربية جنوباً ووصلت إلى دمشق والبقاع شمالاً، وضمت النقب وغزة وسيناء غرباً والصحراء الشرقية شرقاً وصولاً إلى التخوم العراقية. وازدهرت هذه المملكة منذ نهاية القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي. واعتمدت بشكل رئيسي على التجارة، وأتاح لها ذلك موقعها وسيطرتها على فواصل مهمة في طرق التجارة في العالم القديم.
والأنباط هم إحدى القبائل العربية الشمالية التي استقرت في حدود القرن السادس قبل الميلاد في جنوب الأردن. وقد وصفهم المؤرخون الكلاسيكيون اليونان والرومان بـالعرب الأنباط. وتحمل النقوش الباقية على آثارهم أسماء ملوك عربية، وكذلك أسماء الملوك والشخصيات العامة، كذلك فإنهم كانوا يتكلمون العربية. وكانت آلهتهم وديانتهم عربية. واستقروا في بداياتهم في البلاد التي كان يسكنها الآدوميون؛ إذ يعتقد بوجود صلات بين الشعبين.
اعتمد الأنباط اعتماداً كبيراً على التجارة، وذلك بسبب مواقعهم المميزة التي اختاروها، وفي مقدمتها مدينة البتراء وجوارها. إذ كانت حلقة الوصل بين التجارة القادمة من اليمن والجزيرة العربية وسوريا. وأهم هذه الطرق درب القوافل الكبير الذي ربط بين مواقع على المحيط الهندي في جنوب الجزيرة العربية وبين موانئ البحر المتوسط. حيث تحمل القوافل تجارة الهند وجوارها من العطور والبخور واللبان، وغيرها من جنوب الجزيرة في اليمن وحضرموت، وتخترق الصحراء إلى الحجاز مروراً بمكة والمدينة ثم المعلا ومدائن صالح، ثم إلى تيماء ودومة الجندل وتصل إلى البتراء. وتتفرع القوافل، جزء يذهب إلى الغرب باتجاه غزة وموانئ المتوسط، وجزء يذهب إلى الشمال باتجاه بصرى وسوريا.
وليس هذا الطريق الوحيد الذي سيطر على أجزاء كبيرة منه الأنباط ومر في بلادهم، بل هناك درب آخر لا يقل أهمية، هو الطريق الذي يربط بلاد الشام بمصر وأفريقيا. وتجتمع فروع هذا الدرب في دمشق، وتصل قوافله إلى مؤاب وآدوم والى البتراء، ثم إلى سيناء ومصر. ولقد أسهم وقوع مملكة الأنباط وعاصمتهم على هذه الطرق في ازدهار التجارة النبطية، إذ تحول الأنباط من حماة للقوافل في بداياتهم الأولى إلى شركاء في التجارة. ومن ثم إلى ملاك ومسيطرين على جزء كبير من تجارة الشرق. وكانوا يحملون إلى الغرب منتجات الشرق من توابل وبهار، وكانوا أيضاً يحملون إلى كلا العالمين (الشرق والغرب) منتجاتهم النفيسة، وفي مقدمتها البخور واللؤلؤ والمرجان والأحجار الكريمة. كذلك ارتبط الأنباط بتبادل تجاري قوي مع المصريين؛ إذ كانوا يصدرون إليهم القار، وهو الاسفلت المستخرج من البحر الميت.
ويعيد لولر (lowlor) مقدرة الأنباط على بناء دولة قوية في وسط الصحراء إلى براعتهم في إيجاد نظم متقدمة لإدارة المياه؛ إذ قام الأنباط بعمل حفر كبير في الأرض ذات عمق كاف، وبعد أن تُملأ بمياه الأمطار يغلقون أبوابها، ويتركون علامات معروفة لهم وغير معروفة للآخرين.
ولقد أسهم تقدم الأنباط في إدارة المياه في براعتهم في الزراعة، على الرغم من سيطرة الصحراء على مساحات واسعة من مملكتهم، إلا أنهم عملوا على تطوير الزراعة من أجل الحصول على حاجاتهم الغذائية. ولم تكن عاصمتهم البتراء مجرد مركز للقوافل التجارية، بل كانت مركزاً لمنطقة زراعية. وقد وصلوا إلى مرحلة متقدمة في السيطرة على الظروف البيئية الصعبة. وعملوا على إيجاد مستقرات دائمة، وتوسعوا في زراعتهم؛ إذ يذكر نلسون جلوك (Clueck): «لقد تمكن الأنباط من توسيع رقعة الأراضي الزراعية وجرها إلى داخل حدود الصحراء، بشكل لم يسبق لأي من سكان البلاد الأخرى أن قاموا بمثله، ولم يتمكن أي شعب آخر أن يعالج مسألة الأراضي الجبلية الوعرة وضفاف الأنهر من أجل حجز وحفظ أمطار الشتاء الغزيرة التي كانت تسقط في فترات قصيرة كما عالجها الأنباط».
لقد خلف الأنباط إنتاجاً حضارياً عظيماً تبدو واحدة من مظاهره في الفن المعماري المتميز، كما هو ماثل في الواجهات المعمارية في مدينة البتراء ومواقع نبطية عديدة، التي توضح مستوى تقدم النحت النبطي جنباً إلى جنب التفوق في البناء بالحجر. وتميز الأنباط بالخزف أو الفخار النبطي المعروف بجودته ودقته التي تميزه عن أي فخار آخر، وبرعوا في صناعة الحلي وفي ضرب النقود.

المواجهات والصراع

استطاع العرب الأنباط في البدايات، كما هو الحال في أوج ازدهار حضارتهم، مقاومة محاولات السيطرة عليهم وإخضاعهم، وأبقوا منطقة دائرة الأردن التاريخية خالية نسبياً من النفوذ الأجنبي، ومن بين أهم مواجهاتهم العسكرية وقوفهم في وجه النفوذ السلوقي (اليوناني) في عام 312 ق.م. إذ استطاعوا رد الجيش اليوناني مهزوماً بعد أن قتلوا معظم أفراده في الحملة الأولى، وردوا الحملة اليونانية الثانية بعد أن حاصر اليونان مدينتهم لمدة طويلة، كذلك انتصر الأنباط في أول معركة بحرية يخوضها جيش عربي، وذلك في مياه البحر الميت، وهي المعركة التي أنهت أحلام اليونان وأطماعهم بالاستيلاء على شرق الأردن.
كذلك واجه العرب الأنباط اليهود في مواجهات واسعة سجلوا في معظمها الانتصار رغم الحماية الرومانية التي كانوا يتمتعون فيها؛ كانت الحرب الأولى زمن الملك عبادة الأول والمواجهة الثانية زمن الملك الحارث الثالث، والحرب الثالثة في عهد مالك الأول، أما الحرب الرابعة ففي عهد عبادة الثالث، والحرب الخامسة في عهد الحارث الرابع.
وشهدت مملكة الأنباط علاقات تعاون وصراع ومواجهات مع روما، بعضها جرى على رمال صحراء، وأخرى في عرض البحر، ولعل أهمها المواجهة في وسط الصحراء العربية مع الوزير النبطي صالح، حينما أراد الرومان غزو اليمن ونهب ثرواته وضغطوا على الجيش النبطي لكي يقودهم إلى دروب اليمن وقادهم الوزير النبطي على رأس جيشه مجاهل الصحراء ومنعهم من الوصل إلى اليمن حتى هلك معظم جيشهم وماتوا من الجوع والعطش أو من الثعبان.

الدولة الأولى الناضجة

لقد كان عصر الأنباط أكثر مراحل الثقل التاريخي في إنتاج وتراكم الثقافة المادية في البتراء وجوارها، وأسست بذلك أول كيانية سياسية عربية واضحة الهوية؛ ما أسهم في إنجاز تحولات اجتماعية واسعة في أنماط الحياة وأشكالها؛ إذ يصف الجغرافي الكلاسيكي استرابو Strabo نظام الحكم لدى الأنباط بالتماسك والالتفاف حول الملك الذي يصوره في نموذج فريد من الديموقراطية والقرب من الرعية عن طريق مشاركة نخبة من القوم وتحميلهم المسؤولية. ولعل تفسير هذا النمط من الحكم يقع في زاوية التصور الاجتماعي لتطور الدولة؛ فالملك النبطي هو في حقيقة الأمر تطور لشيخ القبيلة. ولقد حظي المجتمع النبطي بوجود نظام قضائي متقدم حيث وجدت المحاكم ووجد القضاة، وهو ما تشير إليه النقوش، وهو الأمر الذي يتفق مع ما وصل إليه المجتمع من رقي في التنظيم والإدارة والتجارة، ويذكر استرابو أيضاً أن الرقيق كان نادراً في المجتمع النبطي، ما يدل على ما وصل إليه هذا المجتمع من العدالة.
لقد كانت الأسرة أساس البناء الاجتماعي في ذلك المجتمع، ويبدو أنها كانت شديدة التماسك وتحرص على الروابط القوية بين أفرادها. ويتفق الكثير من الدارسين على التأكيد أن المرأة النبطية كانت تحتل منزلة مرموقة في المجتمع. ويظهر ذلك في وجود صورة الملكة إلى جانب صورة الملك على النقود، كما تدل على هذه المكانة النقوش الدفينة التي تحدثت عن مكانة المرأة المرموقة في القبر، ما يعني أن المرأة النبطية كانت تعامل باحترام، وأنها كانت مصونة الحقوق.

قصة الكتابة العربية

بقيت العربية مجموعة لهجات محكية غير مكتوبة، وظهرت مبادرات عدة تاريخية لتأسيس الخط العربي، وعلى الرغم من وجود فرضيات عدة حول أصل الكتابة والحرف العربي... إلا أنّ الإنجاز التاريخي الذي حققه العرب الأنباط بتطوير الحرف العربي هو الأكثر اتفاقاً مع حقائق التاريخ، وهو الأكثر إقناعاً بما يسانده من أدلة مادية. وبذلك تكون البتراء قد قدمت أهم إنجاز للثقافة العربية في بدايات تكوينها. لقد استخدم الأنباط الخط الآرامي في بداياتهم، باعتبار أن اللغة الآرامية كانت هي السائدة، وهي لغة عالمية ولغة التجارة آنذاك، إلا أن الأنباط بدأوا بتطوير هذا الحرف الآرامي ومنحوه تدريجاً خصوصية محلية، في حين أن تطور الخط النبطي في القرن الثاني والثالث والرابع الميلادي يبين تطور الكتابة العربية في أشكالها المبكرة الأولى، وصولاً إلى شكل الحرف العربي الذي عرف في ما بعد. وتشكل مجموعات النقوش النبطية عبر تطورها التاريخي المشهد الواضح لنمو الحرف العربي وتطوره، وذلك بالعودة الى «نقش عبده» الذي يعود إلى 125 ــ 126م ونقش أم الجمال الأول العائد إلى 250م، وصولاً إلى النقش الأكثر شهرة، وهو نقش النمارة والمكتوب باللغة العربية، أي النبطية المتأخرة، وهو نقش وجد على قبر امرئ القيس حاكم الحيرة، وورد اسمه في النقش (ملك كل العرب) ويؤرخ النص إلى 228م.
* باحث أردني




الآلهة والدين

ساهم الاستقرار والاتصال بالشعوب الأخرى في تطوير الحياة الدينية عند الأنباط إلى مستوى المعبود والشعائر والمعتقدات والمؤسسات الدينية وأهم الآلهة:
ـــ مناة (مناتو) أو منوات واسمها مشتق من (المنية) وهي بالتالي إلهة الحظ.
ـــ العزى: إلهة الجمال والحب، وهي نجمة الصباح.
ــ اللات: وتظهر في قمة الهرم الإلهي وتمثل الشمس، وهي أم الأرباب، وهي إلهة الحرب وحامية القوافل.
ـــ ذو الشرى: يقف هذا الإله على رأس الآلهة الذكورية، ويمثل الإله القومي للأنباط، ويعتقد أن اسمه أُطلق على سلسلة جبال الشراه.
ــ هبلو: وهو الإله هبل وأصله (هبعل)، أي البعل، وهو إله جذره كنعاني.
ــ شيع القوم: أي شفيع القوم، وهو حامي القبيلة والقوافل.
ولقد تعبد الأنباط في الأماكن العالية لقربها من السماء والتي توفر العزلة لهم، وكانوا يصلون إليها عبر الأدراج الطويلة، وفي هذه الأماكن العالية توجد تماثيل الآلهة النبطية، ومعبدهم الرئيسي يعرف بقصر البنت في وسط مدينة البتراء.
الفن المعماري النبطي
يتميز الفن المعماري عند الأنباط بميزة فريدة تبدو في خصوصيته وانفتاحه على فنون الشعوب الأخرى، أي الانتقائية والقدرة على الاستمداد من فنون الأمم الأخرى؛ إذ توجد فيه ملامح يونانية ومصرية وفارسية وغير ذلك، إلا أنه في محصلته يبدو فناً نبطياً ذا خصوصية واضحة.
يجسد فنّ النحت الذي يظهر في الواجهات الصخرية في البتراء أحد ملامح عبقرية الحضارة النبطية، كان النحات النبطي يبدأ بنحت الواجهة في لحف الهضبة، فيجعل سطحها أملس، ثم ينحت الواجهة التي مهدها من الأعلى إلى الأسفل، وتنحت الأعمدة في الغالب عارية من تيجانها، والرموز المصاحبة لهذه الأضرحة لا تكاد تتغير، وهي الصقر والجرة والقناع الأدامي.
يعد الخزف النبطي (الفخار) إحدى ميزات الحضارة النبطية التي تدل على مستوى الرقي والتطور الذي بلغته هذه الحضارة؛ إذ تميز برهافته الشديدة ورقته وجودة صناعته العالية التي لا يجاريها خزف آخر. والخزف النبطي نوعان: نوع مطلي ونوع غير مطلي ويصنع الخزف النبطي من الصلصال وهو أحمر قرميدي بعد تعريضه للنار، أو لون مائل إلى السمرة. وعادة يوجد على الخزف رسوم وزخارف نباتية أو حيوانية أو نقوش ونصوص تذكارية.

مدن ومواقع

انتشرت المواقع النبطية على امتداد واسع في المشرق العربي القديم، دليلاً على نفوذ هذه الحضارة وقوتها، ولم تنحصر فقط في دائرة الأردن التاريخية وحسب. وأهم مواقع الأنباط:
في الأردن: البتراء، بيضا، صبرا، وادي موسى، الطيبة، بعجه، وادي رم، العقبة، خربة الذريح، السلع، خربة التنور، أم الرصاص، الربه، القصر، ذات راس، رأس النقب، خربة الذرافه، أم الجمال، الساده، الحميمه، وادي عربة، غرندل، فينان، وادي اسرق، التوانه، محي، نخل، ذيبان، اللاهون، أم وتام، غور الصافي، مادبا، أم العلدا.
فلسطين: صحراء النقب، عبده، خلاصة أو الخلصة، عوجا، الحفير، سبيطه، كرنب ممسيس، غزة.
في شمال الحجاز: الحجر (مدائن صالح)، العلا، الخبير.
في حوران وسوريا: بصرى، دمشق، البقاع، السويداء.
الزراعة وهندسة الري
برع الأنباط في الزراعة واستغلال الموارد المائية، ولم يصل أحد في ظروفهم إلى ما وصلوا إليه من مهارة في الزراعة بالصحراء، ولم تستطع جماعة من قبلهم السيطرة بنجاح على المياه وتخزينها كما فعلوا، وكانت السلطة المركزية ترعى النظم المائية والزراعية بشكل دائم، وتهتم بتوزيع المياه والمحافظة عليها.
ولقد استخدم الأنباط أنظمة بارعة في إدارة المياه وهندسة الري، من بينها نظام المصاطب الذي يعمل على إبطاء سيلان مياه الأمطار عندما ينحدر الماء من مرحلة إلى أخرى، ما يجعل كروم العنب والنباتات المزروعة على المصاطب تمتص الرطوبة، إلى جانب بناء السدود والقنوات وخزانات حفظ الماء ونظام الحصاد المائي والآبار، إن الإبداع في إدارة المياه جعل الفلاحين الأنباط بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي يطعمون الشرق القديم القمح والشعير والزيتون والسمسم والكروم.

الحارث الرابع

أعظم ملوك الأنباط، وامتد حكمه ما بين عام 9 قبل الميلاد إلى 41 ميلادي، ويعد حكم الحارث الرابع الملقب (المحب لشعبه) أطول وأزهى فترة في تاريخ الأنباط، إذ استطاع هذا الملك العربي الحفاظ على استقلال بلاده الواسعة. واتسعت علاقاته التجارية ووصل الأنباط في عهده إلى ميناء اوسيتا المرفأ الروماني المشهور في إيطاليا، وبنوا معبداً لهم ما زالت بقاياه شاهدة على عظمة هذه الحضارة، وحارب في مواقع عدة وانتصر في معظمها، وفي عهده شهدت البلاد نهضة حضارية واسعة وراقية وشيدت العديد من المباني العامة الفخمة التي ستشهد على عظمة الفن النبطي كما سك العديد من النقود التي تحمل اسمه وتخلد إنجازاته.

ملوك الأنباط

الملك الحارث الأول (حوالى عام 168 ق. م). الملك رب آيل الأول (حوالى عام 100 ق. م). الملك الحارث الثاني (حوالى عام 100ق.م). الملك عبادة الأول (حوالى عام 96 ق.م. ولغاية 84 ق.م). الملك الحارث الثالث (حوالى عام 84 ق. م ولغاية 85 ق. م). الملك مالك الأول (حوالى عام 85 ق. م. ولغاية 30 ق. م). الملك عبادة الثاني (حوالى عام 30 ق. م. ولغاية 9 ق. م). الملك الحارث الرابع (حوالى عام 9 ق. م. لغاية 41م). الملك مالك الثاني (حوالى عام 40 م ولغاية 71م).
الملك رب آيل الثاني (حوالى عام 71 م ولغاية 106م).