بيتك من زجاج يا أميركا

أميركا تهدد بضرب المطارات في سوريا ومنصات صواريخ تابعة للجيش العربي السوري وأهداف أخرى، بتهمة استعمال النظام السوري السلاح الكيميائي. عملياً، النظام في دمشق، أحببناه أم كرهناه، نظام مخضرم خبير متمرّس سياسياً، فكره زاخر بالحنكة والتحليل الدقيق والسليم، لذا لا مصلحة له بتاتاً في الإقدام على فعلة كهذه.

إنما عفواً مَن يهدد بضرب سوريا؟ إنها أميركا! أتذكرين يا نيويورك، يوم قصف طيرانك مدينة دريسدن الألمانية في 3 أيار 1945 عمداً، رغم أنه كان يعرف أن الزحف الروسي قد تجاوزها، ولم تعد تشكل هدفاً عسكرياً، وقد أدى القصف إلى استشهاد 150 ألف شخص مدني وتخريب 60 في المئة من أبنيتها؟ أتذكرين يا نيويورك تاريخ 24 كانون الأول 1966 عندما قتلتِ 125 من المدنيين الفيتناميين رغم أنك كنتِ قد أعلنتِ وقف القتال لمدة 24 ساعة لمناسبة عيد الميلاد؟ أتذكرين يا نيويورك في العام 1969 عندما قتلت مخابراتكِ الثائر مارتن لوثر كينغ المناضل من أجل حقوق المظلومين؟ أتذكرين يا نيويورك يوم ألقيتِ القنبلتين الذريتين المحرمتين دولياً على هيروشيما وناكازاكي؟ أتذكرين يا نيويورك العام 1969 عندما قتلت وكالة مخابراتك المركزية الأميركية في فيتنام وفق برنامج فينيكس (أي التصفية الجسدية) وبلغ مجموع ما قتلتِه 40 ألف شخص؟
أتذكرين يا نيويورك العام 1943 يوم نفّذت مخابراتك المركزية انقلاباً ضد المناضل سلفادور الليندي اليساري حبيب الفقراء، وكانت نتيجة الانقلاب إعدام 30 ألف مناضل وحر من أبناء تشيلي واعتقال 900 ألف؟ أتذكرين يا نيويورك يوم ألقيتِ في حربك ضد فيتنام 6.5 ملايين طن من القنابل و255 ألف طن من النابالم المحرّم دولياً و11.2 مليون غالون مما سمّي بالعنصر البرتقالي، وهي مادة كيميائية سامة وما زال الفيتناميون حتى اليوم يعانون من أمراض السرطان وتشوّهات المواليد جراء هذه المادة السامة؟
أتذكرين يا نيويورك كيف قتلتِ من خلال حصاركِ للعراق في تسعينيات القرن المنصرم مليوناً ونصف مليون طفل عراقي من خلال تجويعهم وحرمانهم من عُلب الحليب؟ وأنتِ تذكرين بالطبع ممارساتكِ الوحشية الشنيعة في سجن أبو غريب وفي سجون غوانتانامو المنبثقة من تعاليم التلمود. أقول لويلسون في جحيمه: خسئت، إن القيادة المعنوية للعالم لن تكون لكم، فأنتم لستم سوى حائزين على أعلى شهادة دكتوراه في العهر الإرهابي. كم أستذكركَ يا أيها الكبير أمين الريحاني عندما قلت في كتابك: «خالد»: أميركا يا قاتلة الهنود، أنتِ اليهود والقرود أين منك فضائل الجدود؟ ماضيكِ من نور ونار وحاضرك نور مستعار وسوف يزول المستعار.
ريمون ميشال هنود