قضايا المشرق | قلوب الأردنيين تتّقد شمالاً من الشام وُلدنا وإلـى الشام نعودنحن، الأردنيين الذين لم نخلع ثوب الحياء، نعلم أنك تعيدين صياغة التاريخ، لا بل تقلبين موازين القوى العالمية، لتذهب أكثر الإمبراطوريات في تاريخ البشرية إجراماً، أي الولايات المتحدة الأميركية، إلى المزبلة التي يستحقها تاريخها الملوث بالإبادة الجماعية لشعوب القارة الأصيلين ولعشرات ملايين الأفارقة الذين حملتهم سفن الموت إلى أرض الميعاد التوراتية الأقدم التي غدت اليوم الولايات المتحدة الأميركية.

فمن الشام ولدنا، وإلى الشام نعود. وهي البداية... وأيضاً هي البداية. لن يمروا! وأنا، ابن السبعين، لا أولد اليوم من جديد فحسب، بل أحس بالدم الحار النافر يجري في عروقي عاصفاً. ولن يمروا! نعرف أن الألم كبير، وأنكم وأنتم تواجهون تلك الحضارة الغربية المسخ، التي لم تشهد البشرية مثيلاً لإجرامها ووحشيتها، والتي تلفظ أنفاسها على مذبح الشام المقدس، أكثر شجاعة منا وأقل اكتراثاً بطبول حربهم. ولكن مهلاً، فنحن أيضاً، نحن الأردنيين، لنا ميعادنا.
إنهم يحتضرون، ولا مخرج لهم من حكم التاريخ بأنّ أعداء الإنسانية دائماً إلى انهيار. إنها آخر أنفاس العصر الإمبريالي... آخر محاولات الرأسمالية المتعفنة، التي وصلت إلى نهاياتها الطبيعية، لأنها غدت الديناصور الذي يجب أن ينقرض حتى تولد الحياة على الأرض من جديد.
أيتها الشام، طوبى لمن يقفون بزهو على أبواب إسقاط وحش الناتو وغلمانه، نواطير النفط، الذين ما كان لهم أن يكونوا شيئاً لولا بعض صغارنا وصغائرنا. ولن يمروا! ولن تتصحر الشام، مهما أنفقوا من مال أسود كوجه أوباما، خائن عذابات السود، واستجلبوا من المرتزقة. ونعدكم: نحن، الأردنيين، لنا موعدنا الشامي أيضاً، الذي لا تخطئه العين.
* قيادي يساري