«البعث» مجدداً
في عددها رقم 2049 الصادر بتاريخ 9/7/2013، وفي الصفحة الثالثة، نشرتم مقالاً تحت عنوان: «تغيير قيادة البعث: إنّه الوقت الضائع»...
ولما كان في هذا المقال الكثير من التجني والتحريف والمغالطات والمسّ بتاريخ ونضالات حزب عريق، أسمح لنفسي وبصفتي عضواً في قيادته القومية، أن أضع الأمور في نصابها انطلاقاً من حق الرد وعملاً بقانون الصحافة...
يحاول الكاتب التعتيم على دور الحزب في الحياة السياسية في سوريا، نافياً له أي وجود في المبادرات والمظاهرات واللجان الشعبية التي تقاتل الإرهاب وتتصدى له إلى جانب الجيش العربي السوري، في الوقت الذي يسمح فيه لنفسه بالاعتراف بالقيادات الشابة التي معظم أعضائها ممّن برزوا في أدوار متنوعة خلال السنوات الماضية، وكان لهم حضورهم حسب ما جاء في مقالته. فكيف يمكن حزباً أن يدفع بقيادات أدت أدواراً متنوعة وبرزت في ساحات النضال ما دام هو ينفي دور الحزب في الحياة السياسية؟!
كذلك عمد الكاتب إلى الإشارة إلى «انهيار الحزب» في العراق عشية الغزو الأميركي.. وهنا، بغضّ النظر عن موقفنا المبدئي من نظام الحكم هناك، نرى أن الغزو الأميركي ما جاء إلا للعمل على «اجتثاث البعث» كما صرّح بذلك معظم القادة الأميركيين قبل الغزو وأثناءه وبعده. وهذا ما أكدته وتؤكده الأحداث والوقائع التي جرت على أرض العراق.
إن البعث الذي هو أحد أهم الحوامل التاريخية للمشروع القومي النهضوي العربي، وانطلاقاً من كل أدبياته، يعمد، ومن خلال مؤتمراته سواء على المستوى القاعدي أو القيادي، يعمد وباستمرار إلى إجراء مراجعات دورية ونقدية لمسارات نضاله، يؤكد من خلالها على الإيجابيات ويتجاوز السلبيات والثغرات والأخطاء... وهو ليس بحاجة إلى مَن يملي عليه ما يجب فعله.
إن البعث يسعى على الدوام لتفعيل دوره الوطني والقومي من خلال تجديد وسائل استنهاض الجماهير تعزيزاً للصمود الوطني والعمل على تسريع الحل السياسي للأزمة التي تعصف بالأمة. من هنا جاءت انتخابات القيادة القطرية في سوريا لتشكل الرد على المتربصين شراً بالحزب والأمة كونهم يستهدفون الفكر والعروبة وقضية الأمة المركزية التي هي ثوابت نضالية لا يمكن التنكّر لها أو الابتعاد عنها.
إن التغيير والتحديث هما في صلب عقيدة البعث وفكره. وعليه فلا مكان للتقوقع والجمود، وما الرئيس الدكتور بشار الأسد إلا ابن بار لمدرسة البعث ورائد من رواده، وما حدث في سوريا ليس خطوة في الفراغ، كما يشير الكاتب، بل هو خطوة على الطريق الصحيح ستؤكد الأحداث أنه بداية قفزة نوعية في حياة الأمة يمكن البناء والتأسيس عليها.
عاصم قانصوه
عضو القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي