إما سفينة أو طائرة
ماذا يجري في هذه المنطقة؟ لماذا بدت فجأة لا تطاق؟ وكأن السفارات الأجنبية تستدعينا، مع فارق، أن قبولنا مهاجرين إلى الغرب لم يعد مضموناً. صحيح أنها منطقة لطالما كانت مضطربة، ولطالما شهدت حروباً ومآسي، لكن ما يجري هذه الأيام من دنيا أخرى. الإنسان يذبح كالنعجة ولا من يدين. مشهد بات مقبولاً، بل مصحوباً بالتكبير. تكفيريون في كل حي وزقاق، من صيدا إلى طرابلس مروراً بكل بقعة من وطننا الحبيب. بات المواطن عاجزاً عن أن يثق بجاره في المبنى نفسه ما إن يشاهد لحية على وجهه. فقد الإنسان الثقة بالآخر. الرؤية تبدو ضبابية. البارحة كان البقاع وقبله طرابلس واليوم صيدا والأسير. وقبلها جميعاً سوريا، وما أدراك ماذا جرى ويجري في بلاد الشام. ماذا بعد؟ كيف نطمئن إلى مستقبل أولادنا؟ كنا نعتدّ بأننا نعيش ملوكاً في بلادنا، فكيف نرضى أن نتحول إلى رقم ضمان اجتماعي في بلاد الغرب، مع كل إدراكنا لكل التقديمات الاجتماعية المتوافرة، وعلى وجه الخصوص احترام الإنسان كإنسان. اليوم المنطق بات مختلفاً. من يُرد أن يشاهد ابنه يذبح أمامه؟ جرى هذا في سوريا عشرات بل مئات المرات. أطفال يعدمون أمام أهلهم لأسباب أقل ما يقال فيها إنها أتفه من التافهة، فضلاً عن نشرات الأخبار وصفحات الجرائد التي أصبحت كالبوم تنذر بالشؤم. اقتتال وحروب وتناحر. بات السكين على حدّ المذهب. والآتي أعظم. لا حل في الأفق. هي السفن التي تنتظر في عرض البحر والطائرات في مدارج المطارات، إن توافرت الفرصة لركوبها. هل هناك من لا يزال يتذكر تلك المقولة الشهيرة للسيد حسن نصرالله: رح نبقى هون، في هذه الأرض، لا مكان آخر لنا في العالم؟
تغريد بصبوص