انحسار «المستقبل»
ما نراه في صيدا من تجييش مذهبي ومحاولة ضرب الوحدة الوطنية، هو نتاج السياسة التي روّج لها تيار المستقبل الذي وهن أمام أئمة الفتن. من يزرع الفتنة يحصد الفوضى. فؤاد السنيورة، وأحمد الحريري الذي لا يملك من مقومات آل الحريري إلا الاسم ينتهج خطاباً مذهبياًَ فجاً لا يعتمد فيه على أي منطق. لطالما نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري خطاباً ذكياً متوازناً كريماً متسامحاً مع خصومه ومسؤولاً مع مناصريه. أما اليوم، فما نراه مجرد غوغائية سياسية لا تفيد المستقبل، على العكس خسارة المستقبل جماهيرياً مدوية في ظل الخطاب الموتور والانقسام داخل التيار، بعدما تبين أن الجمهور مشى وراءه لأسباب مادية لا عقائدية، عكس جمهور المقاومة والتيارات الإسلامية التي تحالفت معه. المؤسف أن هذا رجح كفة التيارات السلفية، وستأتي الانتخابات بمفاجآت كبيرة وسنرى انحساراً لتيار المستقبل لفشله في استقطاب النخبة المفكرة الوازنة في الشارع السني. إن غدا لناظره قريب.
عمر فخر الدين